محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - بلادي هلا غفرتِ!!!

بلادي هلا غفرت!!
لا اعتذر
ولكنني احيك من الدمِ الازرق ، ما استطعت من الخطايا
اغفري لي
خطاياي التي ليست حريصة على الندم
البحر الذي خبأ ته الورقة
البيت في خزينة مُسدس
الشارب في خجل النساء الشهي
الذنب في السروال الذي لا يكح الا واجهض دمية بلا رأس
اعذريني
لأنني لم اعد مُنافقا كما ترغبين
وأنني اُسمي الاشياء باسمائها
فالكناية القديمة
تورمت اظافرها
ولم تعد تترك اثارها على الظهر في مواسم اصطياد الشهوات من براري النساء
وأنني
انقسم لعدة طُرق في الليل
واحد يقود الى حانةِ منسية في كتاب الفتاوي
واخر يقود
الى مسلخ الذاكرة
اغفري لي يا بلادي
الجسد المحشو بالشتائم ، وبرمال السفر ، وبالكثير من الاكاذيب الكبيرة حول اخر زياراتي للرب
اغفري لي
أنني
حين كان الجميع يُغنون
كُنت منشغلاً بسوسته الليل التي خنقت سره ، إثر تبوله واقفاً في فنائها
وحين كانوا يرقصون
كُنت اتبادل مع بستاني مّجاور لثمالة الادوار
هو يُصلب في انتظار أن تجف الوسادة من الزائرات
وانا احصد الاطفال
من مزاج الشجرة
اغفري لي
أنني من فرط نومي ، فتقت اذني الاحلام السائلة
من فرط ركضي
نسيت أين خبأت ارجلي
من فرط ما ارتديت من وجوه ، ونزعت من وجوه
اصيبت مرآتي بالارتباك
وبت اقف امامها وهي تشاورني في الصور
يا بلادي يا مومسي الطيبة ، تلك التي لم تبع عذريتها
بل وزعتها لمن انزلقت عنهم
في الوصية الاخيرة للباب
يا ملح تقطر في فوهة النزف ، خمرة من الحزن الانيق ، وفوضى بنات قايضن في الفحولة
بالاندهاش المقطر
يا نهار لا يثق في تأدب اجسادنا ، فيكلف ظلالنا بالترصد
اغفري لي
وجوهي التي اخلعها ، كما تخلع الشمس نُعاسنا ، وكما تخلع المشيئة اصابعنا من ايادي الحبيبات
وكما يخلع الجنود ضمائرهم في ولائم الاطفال الرُضع ، والنساء ذوات الحظ السيء
وكما تخلع
النساء الرجال ، امام مشانق الشبق الاخضر
وكما تنزع القبور
ما علقت من خيبات ، في حنجرت الضيف الجديد
اغفري لي وجهي الذي يشبه ، الرصاصة المُطيعة
اخر ما نجا من المفرمة
لاكتبكِ
في هذه الحرب ، شريرة مثل الورود
في ذاكرة
الموتى
وطيبة مثل جدتي ، التي حين تتذكر جدي ، ترمي الاواني متعمدة
وتنظر أن يسأل
من قبره
" ماذا هناك "

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى