خليلي أنتَ: يا عنب الخليل الحرّ لا تثمر،
وإن أثمرتَ، كنْ سمّاً على الأعداء، لا تثمرْ!
عز الدين المناصرة
*****
ــI ــ
في هذه اللّحظاتِ بالذّاتِ
جُنديٌّ مولودٌ في فيلاديلفيا
جدُّهُ مدفونٌ في طليطلة،
يُطلقُ النّارَ في حيّ المغاربة على طفْلٍ
جدُّهُ مولودٌ في حيّ الزّيتونْ،
والشّبهةُ
طائرةٌ من ورقِ
وجّهها صوبَ المطارِ العسْكري،
بكلّ ما يملكُ دوريٌّ صدّاحٌ
من هيامٍ بحقولِ الألقِ،
فكانَ الموتُ نداءً مبْحوحاً
من قلبِ متيّمَةٍ
لا تسمعُهُ إلا روحٌ
تستعجِلُ عودتَهُ
كالغيمِ إلى رحمٍ في الطّينْ
كيْ تحتفلَ الرّبواتُ بميلادِهِ المعطاءِ
وتثمرَ أغصانُ الزّيتونْ؟ /
ـ IIــ
للّغاتِ جُذورٌ سارحَةٌ لا يوقِفُ إصرارَها صخرٌ،
ولأحلامها الماءُ أرجوحةٌ،
أنتَ تعرفُ هذا، أيَا سادِراً في تأمّلِهِ،
وتعرفُ أنّ التُّرابَ نواسيٌّ،
وكُرومَ الخليلِ الكريمةَ يا عميحايْ
حين تكتُبُ مَرثاتَها لِهوى يَتَضوَّرُ
بينَ سَراديبَ مظلمةٍ،
لا تكتُبها إلا بحروفِ الضّادِ تُرَقّشُها طِلَلُ الصُّبحِ...
فإذا بالمدامِ المقدّسِ يوقظُ في النّادي اللّيليِّ
تباريحَ ذاكِرَةٍ لا تخبو براكينُها في يمّ اللّوعةِ والنّوْحِ،
وإذا بلسانِ المغنّي الذي يتذوّقُهُ يتلمَّظُ موّالَ الجرْحِ... /
ـ IIIــ
في هذه اللّحظاتِ بالذّاتِ
داليةٌ تثمرُ خلفَ شاهدةٍ خاشِعَهْ،
تحضُنُ قبراً صغيراً بأغصانها
نكايةً بشَبَحٍ
يحاصرُ جزمتَه الوحَلُ،
لا تخطئ عيناهُ ملاكاً في سنّ الرّابعهْ
يلعبُ بين أهلِهِ،
يرسُمُ في دفتره نجوماً
يسرقُ الظّلامُ سرّها ويختفي
في ردهات الأرقِ
ولا يدري أيّ رصاصةٍ طائشةٍ
يذبَحُ سحرَ الأغنيّاتِ حقدُها
كثعلبٍ يكمنُ للنّسمةِ في السّاعة السّابعَهْ،
وليدينِ تلثمانِ بالشّذا ما يخفُرُ الرّوْحَ والرّوحَ
من غنبازٍ عاشقٍ وحَبَقِ.
ومتى تتجاهلُ أغنيةٌ
شمعداناً ينحتُهُ الوهمُ من ثلجٍ،
يتوعّدُهُ
ما يَكمنُ بين أشعّتهِ الملتاعةِ من حُرَقِ؟
إنّ برجَ جليدٍ شِيدَ على عجَلِ
بأصابعِ عاصفةٍ،
في الصّيفِ يؤولُ إلى البحرِ غُنمُهُ
والأيّامُ تُزيحُ عمامةَ طودٍ على مَهَلِ. /
ـ IVــ
أتُرى انتحرَ الشّعرُ في بحرِهِ عندما أطفَأَ الحبرُ
نورَ نبوّتِهِ وتداعى لِوَمْضِ الرّصاصِ؟
إذن... لستَ وحدَكَ يا بْياليكْ،
يا هَذا السَّادِرُ في صمتٍ يمتدُّ
عموداً
أسْوَدَ
بين القبرِ الدّارسِ والقَمَرِ،
حينَ ترى ما ترى من جحيمٍ
وتصرِفُ عنْهُ البَصَائرَ.
هلْ تخْجَلُ اليومَ مما قدِ اقْترفتْهُ
ألاعيبُ أحفادِكَ الهمجيّهْ،
أمْ أنّكَ تمرحُ مغتبطاً بمقالبهمْ
بَرَداً تحتَ لفْحِ مدرّعةٍ غبراءَ
وهُمْ يقرأون قصيدةَ حبٍّ
ملطّخةً بدَماءِ ملائكةٍ
تتغنّى بشمسِ الحرّيّهْ؟ //
وإن أثمرتَ، كنْ سمّاً على الأعداء، لا تثمرْ!
عز الدين المناصرة
*****
ــI ــ
في هذه اللّحظاتِ بالذّاتِ
جُنديٌّ مولودٌ في فيلاديلفيا
جدُّهُ مدفونٌ في طليطلة،
يُطلقُ النّارَ في حيّ المغاربة على طفْلٍ
جدُّهُ مولودٌ في حيّ الزّيتونْ،
والشّبهةُ
طائرةٌ من ورقِ
وجّهها صوبَ المطارِ العسْكري،
بكلّ ما يملكُ دوريٌّ صدّاحٌ
من هيامٍ بحقولِ الألقِ،
فكانَ الموتُ نداءً مبْحوحاً
من قلبِ متيّمَةٍ
لا تسمعُهُ إلا روحٌ
تستعجِلُ عودتَهُ
كالغيمِ إلى رحمٍ في الطّينْ
كيْ تحتفلَ الرّبواتُ بميلادِهِ المعطاءِ
وتثمرَ أغصانُ الزّيتونْ؟ /
ـ IIــ
للّغاتِ جُذورٌ سارحَةٌ لا يوقِفُ إصرارَها صخرٌ،
ولأحلامها الماءُ أرجوحةٌ،
أنتَ تعرفُ هذا، أيَا سادِراً في تأمّلِهِ،
وتعرفُ أنّ التُّرابَ نواسيٌّ،
وكُرومَ الخليلِ الكريمةَ يا عميحايْ
حين تكتُبُ مَرثاتَها لِهوى يَتَضوَّرُ
بينَ سَراديبَ مظلمةٍ،
لا تكتُبها إلا بحروفِ الضّادِ تُرَقّشُها طِلَلُ الصُّبحِ...
فإذا بالمدامِ المقدّسِ يوقظُ في النّادي اللّيليِّ
تباريحَ ذاكِرَةٍ لا تخبو براكينُها في يمّ اللّوعةِ والنّوْحِ،
وإذا بلسانِ المغنّي الذي يتذوّقُهُ يتلمَّظُ موّالَ الجرْحِ... /
ـ IIIــ
في هذه اللّحظاتِ بالذّاتِ
داليةٌ تثمرُ خلفَ شاهدةٍ خاشِعَهْ،
تحضُنُ قبراً صغيراً بأغصانها
نكايةً بشَبَحٍ
يحاصرُ جزمتَه الوحَلُ،
لا تخطئ عيناهُ ملاكاً في سنّ الرّابعهْ
يلعبُ بين أهلِهِ،
يرسُمُ في دفتره نجوماً
يسرقُ الظّلامُ سرّها ويختفي
في ردهات الأرقِ
ولا يدري أيّ رصاصةٍ طائشةٍ
يذبَحُ سحرَ الأغنيّاتِ حقدُها
كثعلبٍ يكمنُ للنّسمةِ في السّاعة السّابعَهْ،
وليدينِ تلثمانِ بالشّذا ما يخفُرُ الرّوْحَ والرّوحَ
من غنبازٍ عاشقٍ وحَبَقِ.
ومتى تتجاهلُ أغنيةٌ
شمعداناً ينحتُهُ الوهمُ من ثلجٍ،
يتوعّدُهُ
ما يَكمنُ بين أشعّتهِ الملتاعةِ من حُرَقِ؟
إنّ برجَ جليدٍ شِيدَ على عجَلِ
بأصابعِ عاصفةٍ،
في الصّيفِ يؤولُ إلى البحرِ غُنمُهُ
والأيّامُ تُزيحُ عمامةَ طودٍ على مَهَلِ. /
ـ IVــ
أتُرى انتحرَ الشّعرُ في بحرِهِ عندما أطفَأَ الحبرُ
نورَ نبوّتِهِ وتداعى لِوَمْضِ الرّصاصِ؟
إذن... لستَ وحدَكَ يا بْياليكْ،
يا هَذا السَّادِرُ في صمتٍ يمتدُّ
عموداً
أسْوَدَ
بين القبرِ الدّارسِ والقَمَرِ،
حينَ ترى ما ترى من جحيمٍ
وتصرِفُ عنْهُ البَصَائرَ.
هلْ تخْجَلُ اليومَ مما قدِ اقْترفتْهُ
ألاعيبُ أحفادِكَ الهمجيّهْ،
أمْ أنّكَ تمرحُ مغتبطاً بمقالبهمْ
بَرَداً تحتَ لفْحِ مدرّعةٍ غبراءَ
وهُمْ يقرأون قصيدةَ حبٍّ
ملطّخةً بدَماءِ ملائكةٍ
تتغنّى بشمسِ الحرّيّهْ؟ //