محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - الخيال يُرهق المستيقظ لتوه ، من فِراش بارد

الخيال يُرهق
المستيقظ لتوه ، من فِراش بارد
وفقاعات عالقة من ليلة الأمس
في المدى
وانا ككل الفناجين المُنافقة ، أحتكر الذاكرة المُتخيلة
وتاريخ النزف
واشجار النساء البالغات سن الشعر
بسرواليّ الداخلي
أتجول في المنزل الخالي
المنزل الذي يشاركني فيه عنكبوت ، وصوت الشجارات العالية في منزل الجار
الطلاقات اليومية التي تنتهي بمُضاجعة صاخبة
اجلس ككل صباح
على طاولة المطبخ
اتخيلها هناك ، هي تقف على حوط الماء
تغسل الأواني ، تغسل النعاس بدندنتها لأغنية ركيكة
تغسل السخام الذي غطى أحاديثنا الليلية
وانا هنا قرب الطاولة الجانبية
اجلس على المقعد
اطالع الصحيفة
غير آبه بالزلزال الذي قالوا قد حدث
لا تعنيني الفتاة المفقودة بصورتها المتسائلة عن جدوى أن تعود
والسكير الذي مات طعناً امام باب حانة ليس انا
فانا هنا
على مقعد ، مرفقي على طاولة المطبخ
وهي امام الدلو
مؤخرتها توزع الضوء على الأشياء
والمنشفة على كتفها تمسح الفوضى عن طُرقات اليوم
وأطفالنا في الداخل
يخلعون القصص الليلية عن ثيابهم
الامير الذي نازل الوزير الشرير ونال دفء الأميرة
تضع امامي الافطار
تُنادي عليهم
تمد لي القهوة
حين امد يدي
اقبض البرد والوحدة ، وحُزن البلاد
يتلاشون
مثل الصودا ، مثل اعترافات الثمالة ، ومثل البكاء الذي يُسببه البصل مُفترضاً حنين
يتلاشون فاتذكر
أنني لم يسبق لي إن تزوجت سوى الكأس والدمع
والقضايا البسيطة مثل أن تنتهي المهزلة بالتسمم
او بتحرش سائق باص
باشارة مرور
انظر الى حوض الماء ، كم هو بحاجة لأمرأة
وطفل يحطم الأواني
وفي احزن الظن
الى قهوة تُسكب بمرارة
وايدي تحدث ضجة بالأواني وتصرخ بصوت مُتعب
" لا تنسى البطاطا "

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى