محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - هكذا ادركتهم الفظائع في ازقة منسية

هكذا
ادركتهم الفظائع
في ازقة منسية ، مُكدسين مثل الغمامة في منعطفات الضمائر الذكية
يتخبطون
في خيالات ثملة
والدوار اللئيم يُهيج فيهم الاسئلة الزلقة
ليتبللوا
بساقطة حمقاء تُدعى الشفقة
اصدقائي الصغار
الناجون المشكوك في حزنهم ، ملاكمين فقدوا اسنانهم وملامحهم ، في عراكهم مع الذاكرة ، وكسبوا اياديهم المرفوعة
دون أصابع
السهرة ما زالت في بدايتها
والجرح ياكل شرائح الاسئلة الموبوءة بالنساء الصُفر كالقلق
بخدودهن المدعوكة بالايدي
والحمرة التي مسحتها القُبلة العفوية للنصال
والوقت
كل الوقت مُفرغ في الطاولات الغريبة
والليل كل الليل
محتجز في نهود الفتاة التي
بيننا وبينها
هذا السؤال البسيط
حول كيف سيكون موتنا في هذا اليوم
والاحزان باردة
ترتجف في فناء القصائد التي لم تكتب بعد
والشعراء ملؤوا اقداحهم بالنساء ، واحزانهم بالبياض
ومثاناتهم الآن
تسأل عن جدار البيت القديم للحبيبة
والاحوال
هادئة كما كانت ، الجُثث في الطُرقات مؤدبة
والقتلة يحشون مسدساتهم بالاشخاص
والجوع يطرق ابواب جميع البيوت بالتساوي
والنادل
يغشنا بالخمرة
ونحن نضحك
هكذا ينبغي لنا أن نكف عن هذي الحياة
وأن نجد ذلك الثقب الذي فقدنا اثره
في خيوط الظهيرة
منذ متى تلج الأبر الخيوط ؟
فلنتعالى قليلاً
على هذه الاشواق المُركبة ، وننصل عنا الليالي التي كانت مُخلة
لان المرأة التي خلعت قُفلها
لم نجد بابها
ولأن النافذة التي اسدلت ستائرها ، اسدلت الغرفة
ولأن الزجاجة التي
فتحت معبراً
عبرتنا نحن
فلنجد في هذه السُرر المُتهمة بالشعر ، في هذه الفروج الكريمة التي قاسمتنا الاقمشة
والبكاء
والسفر دون ان نشهر احزاننا للنوافذ
فلنجد
دارنا
ولنقف وسيمين
في ناصية النسيان
وسيمين كامرأة هجرت شاعرا لتوها


عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى