محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - يقول صديقي

يقول صديقي
في البدء
حصلت على شهادة دبلوم تجارة
شهادة رخيصة
مثل الحب الذي يُباع
كما اتفق الجسد
لا لشيء ذو اثارة
فقط لاشعر أنني جاورتهن الانتباه
لرجل متخم ذو نظارة ذات الاطارات التي تبدو وكأنها فم متوحش
يلتهم العيون المشدوهة
يحدثنا عن الاستهلاك وفائض القيمة ومعضلة الرأسمال
ويخبرنا بكل المجازات الصريحة
" كم انتم مفلسين "
نضجت قليلاً فحصلت على شهادة اعلام
لا لشيء ذو خُبر ، او قضية
كنت اريد أن اكون جنديا ففشلت
فاردت أن افضح ضحاياهم الذين كانوا سيكونون ضحايا
للمكاتب
اردت أن ارى الموت مثلي
ينبض على اسطح المكاتب ، وعلى طاولات المقاهي ، وعلى النظرات الخاطفة للعابرين
من فوهة المكتبات
ثم حصلت على شهادة تقدير
على حسن الجلوس على مكتبي دون قهوة او كتابُ صغير
وشهادة اعفاء من خدمة الوطن
لأنني
اصغر من النعش
شهادة تقدير من احدى المنظمات الاجتماعية
لاني كتبت
أنهم قد فعلوا شيئا ذو معنى
شهادة زواج
لانام بجوارها دون خوف
ثم شهادة طلاق لانام بجواري دون خوف
وشهادة تقدير اخرى
باستغناء الوظيفة عني
لانام لشهر دون منبه
ودون زحام الصباح
ثم شهادة فتاة رافقتي ذات صيف
اكتشاف المطر
في العرق
ثم ولت تتهمني بالجنون
شهادة اُخرى دافعت عني
قالت
" جنونك لطيف "
ثم شهادة قهوة ضدي بكامل شبق المساء
" انك تُجيد ارتشافي يا هذا
كأنك وقتُ اضيف الى الكون دون اذن القيامة "
شهادة عصفورة
انني قد تحرشت بها
لم تكن نظراتي اليها بل الى الفضاء
" كيف تسع الحياة الحياة "
شهادة
ملاءتي أنني اتحسس جسدي اكثر من الريح في شتاء الشجر
ألأنني مُتخم بالشهوات المُصادرة
الانني اخشى التصدع
ا اتفقد في شيئاً حقيقياً ، ام انني الهو فحسب
بملل الذاكرة
شهادة
قميصي
بأن اصابع تلك الداعرة
اكثر ابداعاً من كل الحبيبات الذين عرين جرحي
وضاجعنني والقميص معلق
على مقبض الروح
شهادة تفسخ
الارجل من السير وحدي
في صباح الشتاء / او شتاء الصباح
شهادة صلاح
في صلاة الفجر من جاريّ المتزن
شهادة كُفر من جاره الملتحي
شهادة فجور من ابنة الجار التي همست في صدرها ذات بائع حليب
" انكِ مزرعة ارضاع " هكذا غازلتها
بعفوية الباحث عن الام في شغب المراهقات
شهادة
توكل على الله
في احتساء الرصاصات فجراً
في نشرة الموت
شهادات
شهادات
شهادات
اينما نظرت اجدني عالقاً
انهم يريدون مني كل هذا العدد ، كل هذه الاوراق
لاسم واحد
اسم من اربعة احرف ، لم يضيفوا اليه حتى ولو حرفُا واحدا للحبيبة
لم يضيفوا اليه
وجهاً غيري ، نبضاً لغيري نعشاً لغيري
كأننا محض حبر
ادركت أننا لسنا الا احرفا ، واننا في فوضى هذا التآمر ضد السواد امتحنا البياض المخطط
وادركنا أن لا احد فهم هذا الحياة سوى كتابها
" اولئك الذي امتهنوا الورق ، مهنة
وصلاة
واكتشاف للآنا الغائبة ، في تخمة الصمت
وحدهم ادركوا
أننا لسنا الا اسنان قلم او حبر
ليتني شاغرُ مثلهم
اقلها
كنت سبحت فوق ذاك الحبر الازرق وغرقت
هكذا
حتى يزاحمني القاع
وانفجر
ليتني كنت شاعرا
او حارس مقبرة
اقولها يمكنني أن اكتب عن الموت
او اراقبه عن كثب
ليتني
عزوز
" ..................."

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى