محمد الأمين محفوظ - إذاعة و شُجاعة

أنهى «حافظ» يومه الدراسي ووقّع بالانصراف... خرج من البوابة منتشيا يمشي مَرَحا
إذ قُوبلت كلمته عن الكذب بتصفيق حاد من الصفين الأول والثاني وكذا من السامعين
والسامعات والمديرة والوكيلات...
يتوجه إلى الباقي من نهاره ليلتقي بمن هُن وهُم لم يحضروا إذاعة منذ سنوات... لا يدخلون
من البوابة...
دخل عليهم محييا معلنا أهمية الانضباط ومخوفهم من مغبة الغياب عن أي درس يتم
شرحه... وأضاف نهيا : لا تنسوا اقتراب موعد سداد الفاتورة الشهرية والتي لا يجوز
فيها إلا التقديم...
والآن لا بد من اختبار شفهي مباغت :
قال بصوت خفيض:
بئس الطبع الكذب.. أين المذموم؟
أخطأ طالب إذ أجاب : الطبع.... وأصابت طالبة إذ قالت : الكذب... وأضافت : ويجوز
فيه التقديم ، نهلتُ هذه المعلومة من النحو الواضح... صفق لها البنات والبنون...
تشجعتْ مُعقّبة لا تخشى عاقبة ؛ فلها أن تترك محل حافظ إلى غيره وقد انتشروا...
أنشدت :
نحن بلا تورية أبناء وبنات الصف الثالث لدينا لك سؤال:
ألم يكن من بلاغة الطباق أن تجمع في كلمتك - التي علمنا بها - : ما بين الكذب والصدق
لتبرز الفكرة ويتضح المعنى؟! وتعلنها بلا تكنية أننا عن الإذاعة بعيدات منذ سنوات
وأن المدارس منا خاويات...
أم أن الصدق في الإذاعة أصبح فزاعة.؟!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى