أسامة إسبر - بذور تتهامس..

-١-
تهبُّ الريح عبْر الأغصان
تدغدغني
كأنّ بساتين الزيتون تسكن في جسدي
ثم يعلو الدخان
يحجبُ الشاشةَ
وتفيضُ عيناي بالدموع.
تعلو صرخاتٌ تحاول أن تصل إليّ
تمتدُّ أيد نحوي
في ظلام يتكثّفُ
لا أستطيع فيه الحراك.
-٢-
الزمن يخلطُ سمومه
يحشو دماه
ويُرْسلها كي تنفجر
بين يديْ طفلٍ
يولد الآن وسط الأنقاض.
أشجارُ الزيتون على امتداد السهول
تمتصّ الأحزان في جذوعها
تعرفُ أن الدخان
لن يحجب الرؤية
أن الثمار ستُقْطف
الزيتَ سيُعْصر
حبّات الزيتون
ستُكْسَر على حجر الحضور.
-٣-
الزمنُ يعيشُ في السرْد،
في سراديب كتب
تُعلّق على جدارها الحقيقة
كرأس حيوان محنط.
السردُ يعيش في رأس رصاصةٍ
في قذيفةٍ مزدوجة الرأس،
في دماغ مُسيَّرةٍ
تقتاتُ على أرواح البيوت
وأحلام الأطفال.
-٤-
تهبّ الريح
تتمايلُ الأغصان
تتراقصُ أوراقها
تسري رعشةٌ في بطونها وظهورها.
ترقص الشجرة
تعدي برقصها شجرة تجاورها.
الجذور تتغلغل في التربة الطفالية
ترسل لحناً عبر النسغ
في وهج شمس متوسطية
يضيء خشبة مسرح الحقول.
ثمة شيءٌ هنا لا يموت،
ثمة بذورٌ تتهامس،
وهي تنتش
في تربةٍ تُخْصبها
أنفاسُ الأجداد.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى