عبدالكريم الناعم - حَرْث..

دبّابةٌ مرّتْ على جسدِ الفتى
تَرَكَتْهُ ظِلاًّ راسِخاً في الأرضِ
تَنْتظِرُ القيامةُ صَوْتَهُ
دخَلَ الرّصاصُ من النّوافذِ ،
والشّوارعُ لَمْلَمَتْ أضواءَها.
شَجَرُ الهواءِ يَشِفُّ
تَحْرقُهُ القذائفُ ،
طفلةٌ خَرَجَتْ كعادتِها
لِتُلْقي صَوْتَها لِلضّوءِ
فاجّاَها الرّصاصُ
فَاَفْرَدَتْ أحزانَها الكُبرى ،
الفتى مازالَ يَرْقُدُ
وهْيَ صامِتَةٌ تُرَتِّبُ حُلْمَها
لِدَمِ الشّقائقْ
ومَعَ المساءِ
وآنَ أَطْلَقَتِ المآذِنُ أوّلَ الأسرابِ
لِلأُفْقِ المُحاصَرِ
- والمُخيَّمُ لا ينامُ –
تَحَرَّكَ الجسَدُ الفتيُّ
وَلَمَّ آخِرَ دمعةٍ سَقَطَتْ عليهِ
وقامَ يَتْبَعُ صوْتَهُ
فَرأى الطُّفولةَ
في حُقولِ الرّوحِ
تَحْرُثُ في الحرائقْ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى