مصطفى معروفي - تعبتُ من التحديق إلى الطينِ

جئت إلى القومِ
وكانت معجزتي أن أسمع قلب الماء
يزمجرُ
أو يزجي الدفء إلى الضفةِ
أن أدع الريح تهب عليّ بقافلةٍ
من ضحكٍ ضافٍ
وأنا متكئٌ نِصبَ المدفأةِ،
لقد حققت الغاية من أرقي
فجمعت صعاليك الأرضِ
وسميت الله لدى شن الغارةِ
حين بدت لي جاهزةً،
لحقول النارنْج سلامي
كنت أمرّ عليها لما أتوَلّهُ
فأصاب بحمإٍ مسنونٍ خبأته الأشجار
لحضرتي العدنيّةِ
حتى صار الشك أمامي يسقط كِسَفاً
وغدا لؤلؤةً رائعةً
أكتشف البحر بها،
وتعبتُ من التحديق إلى الطينِ
فغادرني اللهب العذب إلى
حيث مرابضُهُ
لم أستوعب أني يوما سوف أجيء
إلى ينبوع الدهشةِ كي
آخذَ بذؤابتهِ
ثم أنوّرهُ عن غيمٍ ورِعٍ منفرطٍ
يتهادى في الأفْقِ رشيقا
كجناح الليلِ
وأخبره عن مفتأدي
أنَّ أثافيهِ لم تفتأ ضالعةً في
تأمين سلامتهِ...
خفّفَ من حدّتهِ المطر النازلُ
كي لا يفسد في عين السيدة الكحلَ
أو يلكز تحت خطاها الوحَلَ
فيخنق خفّيْها...
يا للمطر العالية القيمةِ ذائقتُهْ!
ــــــــــــــــ
مسك الختام:
مــن البؤسِ أن الدهرَ أصبح غاشماً
إلى الشاعر الموهوب لم يعط تقديرا
بــه لــم يــزل يــزري وفــيه نكايةً
يــحابي بــلا حــدٍّ ويــرفع شعرورا









تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى