عبدالرحيم التدلاوي - صبح عشق...

صبح عشق على ضفاف نهر جار وجارف، أوجعه جمالك الريان، فصار يلتهم الأرض والوقت وينادي هل من مزيد؟ جمالك

لحماقاته صد وتخييب.
وعلى ضفاف صراخه الممتد إلى المدى البعيد:

نأكل الحلزون والعيون تلتهم العيون، والرغبات عطشى واللقاء جنون ورهين انتظار إلى حين..
**
هذه يدي مبسوطة أمسكي بها ولنذهب إلى الغابة نتسلق الأشجار بمرح ونأكل الموز ونلقي بالقشور في الطريق لتنزلق السيارات
وتسير في غير اتجاه ونحن نمتلئ ضحكا صبيانيا ونتابع لهونا غير مبالين بأثر السقوط وسفالة الدماء.
**
نضم بعضنا كطائري عشق أدفئك وتدفئينني ونذوب في بعض.
هاك مائي يسقي أرضك لتورقي من جديد.
**
سر شامخا
ولا تبالي
فأنت في الوطن أنت
الغالي
كسر الصمت
بصوت الحق
ولا تبالي
فلن يغتالوك
ولن يفلحوا
في تكميم فمك
فأنت النور
وهم الديجور
فسر شامخا ولا
تبالي
سر هادرا كنهر
ولا تبالي
فالبناء العالي
لا يهتم ببول الذئاب
فتبقى الهمم النقية
وتضمحل الذئاب
سر يا باني
لن يكسروك مهما فعلوا
فأنت الحق الساطع
والشمس المشرقة
لن تحجبها
عصي القمع
ولا نباح الكلاب.
**
الفنان
الذي يلازمني
كظلي
لم يكتب حرفا
لم يرسم لوحة
لم يعزف لحنا
لم يطرب أحدا
لم يرقص أبدا
لم يمثل دورا
يراقبني بدقة
بدقة نمر متحفز
حتى إذا ما انحرفت
قومني بفنية.

امنحيني عينيك لأراني.
امنحيني قلبك لأحبني،
امنحيني شفتيك
لأتذوق
نسيم الصباح
وعبير عبورك
فما أبعدك،
وما أشقاني!
الجزء الثاني:
يمكنك
أيها الغاضب حد الغليان
أن تتوجه
بكل إيمان
إلى أقرب حان
حيث البرمان
سمينة الصدر والأرداف
ستستقبلك
استقبال الأبطال
تمدك بالقناني
وراء القناني
لتبلغ نشوتك الغضبى

وتنسى ربك
وما خلق
ولا ترى
سوى تلك الأنثى التي تنتقل من
الكونتوار إليك
وكأنك محور العالم
وهي الليل والنهار
وهي النجوم والقمر
وهي الشمس بك تشع
فلا كانت إن لم ترض وتنعم
ويمكنك
في أرذل الأحوال
أن تتوجه
إلى أقرب مقهى
حيث النادل
قد تعود حضورك الخجول
يمدك بكوبك المفضل
ضع قطعة سكر
واغمس ملعقة غضبك
وحرك ما بالجوف
وكأنك عفريت أو مارد جبار
يحرك العالم
ويشكله وفق هواه
ثم
بعد دوخة
تهرق الكوب
دفعة واحدة
في جوفك الهائج
تسكن
غضبه
وتطفئ
نيرانك المشتعلة
فقد حققت حلمك
وما عاد العالم
كئيبا
فقد صرت
بملعقتك
سعيدا
وبملعقتك
ذابت القطعة
ذابت الكآبة، والظلم والجور والاستغلال
وذابت الظلمة وانتعشت الروح وأشرقت أنوار الحرية

وبها
صار العالم
لذيذا
فما أنبلك!

لا شيء في بلادي جميل
لا شيء
لا شيء سوى

نفض الغبار عن الغبار للغبار
وتراكم مذل
وممل من الانتظار
للانتظار
لا شيء يأتي
لا شيء
الكل يرحل
ينفلت من بين أصابع الشوق
ويرحل
لا شيء سوى قبضة ماء
وريح صرصر
لا شيء ينتج في بلادي
سوى اليأس
والضباب
والارتماء في أحضان البحر
علّ موجة رؤوم
تحملنا
إلى غيث منتظر
أو شط رأفة بالإنسان
لا شيء في بلادي
سوى
ثرثرات
ووعود خلبية
وصناعة أوهام
بلادي حرقة
وليست مقهى
لشرب كوب
ثم ترحل
بلادي تاريخ
فكيف ذاب
كيف غاب
وفوقه طين
وصخر
ووحل
كيف صار قبرا
وسوادا
ووأد أحلام؟
ليس في بلادي
سوى
صمت علوي
وسحل
وقهر
فلا تتعجل
فما في الأفق
سوى
ظلام
يحثك
على أن ترحل
موتا
غرقا
انتحارا

لا يهم
فما أنت
سوى
رقم
في معادلة نابذة
وفي أحسن الأحوال
شهقة
فاختر
موتك
فذلك أسمى حرية
لك
ولا تطلب أكثر.

ناضجة ثمار تلك الشجرة
وصدرك
ها قد حان وقت القطاف.

هبوا إليّ..
العالم سكين
وقلبي مهوى الطعان!

أغلقي باب قصيدتي
يا عزيزتي
وانصرفي نجيا
حتى لا يداهمك
طوفان حزني..

كنت لها
هزارا
فكانت لقلبي
ربيعا.

كل الأمكنة عامرة بك.. يزداد فقدي فداحة.
وأتلو على قلبك بعضا من آيات العرفان،
لألثم بشفاه الرجاء
جرحك
جرحك المبارك
السائل نبضا
من طعنات الجبناء..
وأنفض عن الكلمات
ما تراكم على معجزاتها
من غبار الأوهام
حتى تستعيد
دفء الحضور

ونار الاشتعال
نار المجد الطاعن في الضوء
ها شعلته
بين يديك
تصنع الحسن
وعطر الانصهار
كونيني أكنك
والسبيل إلى المجد
مرهق
ومعك جنة خضراء.

ناضجة ثمار تلك الشجرة
وصدرك
ها قد حان وقت القطاف.

جودي علي بابتسامة علني
من نورها
أصنع خبز الله
لأغذي روحي؛
فتشرق باسمه.

البناء الهش...
شراهة الماء!

لا تقف في وسط الطريق كالمنبت؛
فوسط الطريق ليس سوى قنطرة عبور؛
قد تدوسك الأرجل جيئة وذهابا.

ومكناس عرس، فأنت جماع كل المدن
ومنك أشرق كل جمال.
مكناس آيتي، وقبلتي. وأحلى بقعة وأقدس مكان.

**

وفي الحقل ينمو الورد؛ وفي قلبي أنت.
لا تخيرني
بينك وبينك
ما أنبلك!
حررني منك
تعبت منك
تعبت من حملك
ما أثقلك!

و
ما أقبحك!
امنحني صوتي
ساعتها
ستعرف
كم أحبك
حين أقول لك بكل ما في صدري:
إني أرفضك..

يرقب الناس وقد اشتدت بهم الغمة
بزوغ القمر..
آه لو نظروا إلى قلبي
لكان ظهر.

أيها الحيارى
قلبي زاوية!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى