محمد مزيد - مسرات مخبوءة

خرجت ليلا ، أرتديت الملابس التي تقيني المطر مع المظلة، خرجت أبحث عن المسرات المخبوءة في زوايا الليل. تهطل الأمطار منذ الصباح حتى هذه الساعة قرابة منتصف الليل، خرجت في هذا الوقت، بالرغم من إنني اخاف كلاب الليل السائبة . منذ أن عضني كلب، عندما كنت في العاشرة من عمري في مدينتي الجنوبية، كنت قد خرجت بمثل هذا التوقيت، ولحد اليوم وأنا أخاف الكلاب. هنا في مدينتي وسط الاناضول، وصلت الى شارع جميل مضاء باللون البرتقالي ، تكثر فيه مقاه عديد، يرتادها سكان الليل من الفتيات والفتيان المتلاصقين ، لن أخبركم عن درجة الأمان في هذه الشوارع لأن كاميرات المراقبة تشتغل في كل زاوية من المدينة ليلا ونهارا . عثرت على بغيتي عندما وجدت فتاة تسير مترنحة ليس لديها مظلة تقيها المطر ، دفعتني شهامتي العراقية لأسير معها وأضع المظلة فوق رأسينا ، فابتسمت الفتاة أبتسامة تشبه المطر، ثم سرنا معا هي تغني وأنا أنصت ولهانا، وقبل أن تصل الى شقتها ، أستقبلنا كلبها الأسود راكضا بإتجاهنا ، رميت المظلة على الفتاة، وأخذت أعدو ، ترك الكلب صاحبته وأخذ يعدو خلفي ، تخطيت العديد من الشوارع وهو مازال يعدو ، طارت قبعتي ، طارت أحلامي من رأسي ، طارت كل المسرات .. بقيت أعدو ، بالرغم من توقف نباح الكلب منذ زمن بعيد. وعندما وصلت الى شقتي ، وأنا ألهث كالكلب قالت سيدة البيت ، هل عثرت على المسرات المخبوءة ؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى