جبُار الكوُاز - وانا اسطّر ملاذي بين يديك

ما كان عليّ
أن اعلّقَ غيوم ذاكرتي
لتمطر في عروةِ غيابي
بدءاً بخطوةٍ حازمة
فالخطى
تاريخُ أسىً
وصدى أمنياتٍ
ومطرُ آهاتٍ سرقَها
الحزنُ في محاقِ
أصابعها
وحين خطتْ
الى سماءٍ اخرى
لا وجود لها
مسكتْها الروحُ وجلةً
من زوالٍ
أكيدٍ
لابدٍ خلفَ ظلالِ الجدران
والشمسُ رسمتْها قهقهة
لا إنكسار لها
وكلّما رأيتُها تمشي
على آستحياءٍ
كانتْ كلماتي تنفلتُ
تحت لساني
ومن بين أصابعِها
لاهثة من ربايا همساتها
فالدرب الى قدسِها
بسملةٌ الى حضورِها
ومنالُ توجسِها
وبعد ليلةٍ تغشاني
ظلامٌ
عميقٌ.
أوراقي ما زالتْ
تنثرُ
حروفَها الخضرَ
على آبتسامتِها
فتتشكلُ
منها الوانُ قوسَ قزحَ
لهفةً
في سفر الحضورِ
وسفرِالايابِ
المستحيلِ
الى المنافي.
++
أين مضى زمانُنا؟!
أما زال فرحا
خاتلا
خلف عينيها
و كنهِ آبتسامتها؟!
كلما مرّتْ بحقولِ الوردِ الظاميءِ
منذ قرون..
+++
لاتمحي آبتسامتي
وأنا أسطّرُ
ملاذي في كفكِ
ولاتجعلي الأورادَ
وسادةً
تشهقُ
حين يسمعُ تنهداتِك
وعجالةَ رؤاك
بآنخذال أفقِها
في رمالي..
++++
كانت همساتُكِ
تتوجس عشقا في خضرةِ خطاكِ
وما زالتِ الآبارُ
ملآى
بدلائها العطشى
وغناؤك
الوليدُ
أطلعَ نخلا
وأنهارا.
وظلالَ خيام
حين قيد الصيادون الغرقى
بشباكِهم
وهم نيام.
+++++
-وانتَ؟!
- آحلمُ
بآبار قدسك
وأزجي ظنوني من براءةِ الذئبِ.
-لستَ بقادر أن ترسمَ
نهرا
ودلوا
وحبلا
فكيف
تحفر بئرا
وعيونك دامعة
من نشيج الاعماق
وغيابه
بصمتِ
كآخرِ لقاءاتنا حين مزجنا الخوف بالفرحِ
في لحظات
السكون
والقلق.
+++++
كانت تخطو
على مرجِ فراديسيَ
الهرمةِ
من وهم إنتظاري
وهي ما زالت تمشي على آستحياء
وتبكي .
تتحاورُ
تنسى
ولن تنامَ
الا وفي يدها
وسمُ آخرٍ لقاء بين
نخيل
ونهر
وأناس مسكوا جمرةَ الحقول
وأوقدوا من
ثمارها
رسائلَهم الخرس.
+
وحين مرق(موسى)
وهو يقودُ أغنامَه
الى منفى
الرعاعِ الظمآى
لم تعدْ آبتسامتُها
قادرةً
على استفزازِ عسسِ الحدودِ
بضجةٍ
او
بأيامٍ
يتيمةٍ من
الذهول
وخاضعةٍ
لمرور القتلة
بين دجلة والفرات
كلّما نهضَ (عاشوراء)
ناعيا
تاسوعاءَه
عن أيامٍ
ستاتي
مثقوبةً بالانتظار.
++
وما زالتْ أيامُنا
منقوعةً
بالصبرِ
وجلةً
بالانتظارِ
وحروفي التي أورثتْ
نوحي
الى أعشاشِ حمامِها
لمّا تزلْ تهزّني
كلّما
أوقدتِ الشمسُ
بهاءَ القبورِ
بقبور دارساتٍ
ما زالت تنوحُ
على أنينِ
الفرات
في مهاوي الموت
والذلّة
والقتلِ
صبرا
+++
أتراني
أنتشي
حين أنظرُ
الى ممرات حضورك فجراا؟!
وأعرف إنّها ما ملّت منّا
يوما
كان وجهُها موشوما
في
كلّ
ركنٍ
او
عثرةِ
ليلةٍ
كانتْ
واقفةً خلف بابها
تكرّرُ أغانيَ الأمسِ
في غابات
من
نور
ولهبٍ
وعاقول.
وأعجازِ نخيلٍ خاويةٍ
من
الظمأ.
ما زالت
تخطو
بهدوء
كأن خطاها ترنيمةُ
نومٍ
أو
قيلولةُ سفرٍ
يتيم.
يخطو
أمامها
و خلفها
شرقيها
وغربيها
فيدخل سوسنةَ
قيلولتِها العاطلةِ
بالأمنياتِ
-كنت أنتظرُ دعوتَك.
-تنتظرين؟!
-نعم
القيلولةُ نشيدُ
أرواحِنا
في ظهيرة القيظ
وفي
بردِنا في ثراءِ شتاءٍ
عقيم..
-تعالَ إذن.
- تعالَي إذن.
لنفتح كوّةَ ظلالِها خلفَ شمسٍ
لم تشرقْ.
ما زالتْ تخطو نحوي.
وما زلتُ أخطو نحوها.
ربما ستحملنا
خطاها
الى خطوات أخرى
لا آنتظارَ
فيها
ولاقمرَ غائبٌ
ولاشمسَ
مقطوعةُ الرأس.
في أماكنَ
لا خطى تصارعُها
كذبا بالحبِّ
وهي هلعةٌ
خاتلة
خلفَ
.الأبواب.

جبُار الكوُاز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى