مصطفى الحاج حسين - انهيار..

من قالَ إنِّي أهتمُّ بكِ بعدُ؟!
أنا في كلِّ دقيقةٍ
أزجُرُ نفسي حينَ أذكُرُكِ
في كلِّ لحظةٍ
أخنقُ ذكرياتي معكِ
مزّقتُ دمي
كي لا يحنَّ إليكِ
أحرقتُ دفاترَ نبضي
وهشَّمتُ جداولَ عطرِكِ
في مساماتي
وسحقتُ حنيني
على مرآى دموعي
لا رجعةَ لكِ إلى روحي
فلا تقتربي من قصيدتي
سأكتبُ عن كلِّ ما هو مهملٌ
ولن أكتبَ عنكِ
محالٌ أنْ تتسرّبي إلى قلبي
وأن تنالي تسامُحي
اذهبي إلى كهوفِ النّسيانِ
ولا تُطلِّي على وجعي
سأحرقُ منديلَكِ إن حاولَ
مسحَ دمعتي
لا علاقةَ لكِ بنيراني
لا دخلَ لكِ بأحزاني
أنتِ مجرَّدُ صدفةٍ
قابلَها قدري
لهوتُ معها طوالَ حياتي
ثمَّ انتهتِ اللُّعبةُ
وتفرّقَ الضّوءُ عن البسمةِ
وابتعدَ القمرُ عن الحلمِ
وصِرنا متباعدَينِ
متخاصمَينِ ليومِ القيامةِ
لا ترسلي لي النّسمةَ
أفضِّلُ أنْ أختنقَ
لا تبعثي لي الدفءَ
سأموتُ متجمِّداً
لا تسبقيني إلى شرفةِ الأحلامِ
أنا تعوّدتُ على الوحشةِ
ولا تأتِي إن نادتكِ وحدتي
فأنا غاضبٌ منكِ
إلى حدِّ الانهيارِ *

مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى