أسامة إسبر - تصدعات البحر..

-١-
من الأفضل ألا تصل الأخبار،
أن تعْلق في مكانٍ ما وسط الأثير
أن ينحرفَ النهر عن الشاشة
ويصبّ في مستنقعٍ آخر.
من الأفضل أن يظلّ الفراغ حاضراً
ألا يمتلئ
ألا يصير حاويةً.
ها هي الكلمات
تعتدّ بنفسها
تظن أنها تقول شيئاً
تتوهّم أنها تقود الأشياء
على الطريق السريع
لجنونٍ يومي
غير أنها تتبخّر
تحت شمس واقعٍ
ترتدّ حرارتها عن الإسفلت
وترتفعُ في جوٍّ
يتسوّر
يحوّل المدينة إلى زنزانة.
كان البياضُ طاغياً
والجنون يبيّض الماء
يرفعه ليكفّن الصخور على شاطئ المدينة.
كان الجو ضبابياً
يطوّق البحر والجبال
وكنتُ أسير وسط الضباب
شبه مرئيّ فوق جرف يطلّ على البحر.
كانت ذاكرتي تحاول
أن تسدّ ثقبَ قاربٍ أبحر فيه إلى الماضي
واستغربتُ كيف أنني أرى البحر ولا أراه
أسيرُ على طريقٍ بين الأشجار ولا أسير
أواكبُ ارتفاع الموجة وانهيارها في نفسها
وتغيبُ عني نهاية اللقطة
كما لو أنني أعيشُ خارج لحظتي
كما لو أن كلّ شيء في داخلي
ينفيني من جسدي.
لم أكن أريد في تلك اللحظة أن أسترسل
فطردتُ نفسي من ذاكرتي
وأمعنتُ النظر في تصدّعات البحر.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى