جبُار الكوُاز - أحزان قوس قزح

(1)
زاهيا بعباءته المطرية / بسريره الضوئي / بعربته الفانية
ينثر غيوم كآبته / ويكوّر ألوانه بالسوادْ /
وهو يرى الأرض دما والمراعي رمادْ /
(2)
ومذ كسوه بالقلق / وغرسوا الدخان فوق بابه /
قد صار كفه وكرًا / وساقه وليمه / ورأسه عصا
تركض في الفلاة / يمسح ظلها الرصيف /
فلا مقيل عندها إلا إلى الأموات ْ
(3)
وفي مسائه الأخير / رأى قميصه ترابْ /
وساعديه تلحد الفرات في الفراغ ْ/
علّق رأسه
فانهمر المدى عيون / ازدحمت في قفص البرية /
رجالها دموع / تقتنص القضبان من أرواحهم /
ليحضر الغيابْ /
(4)
ولم يكن في حلم / فقد تناثرت أشلاؤه /
والتهمت ضفافه الحقولْ /
وكان ما يخشاه ان ينسى وان يكون كالصدى /
منقطع النسل بلا فصولْ/
فسّمل العينين في ظلامها /
حتى ترى مالايراه في الأفولْ /
(5)
ولم تكن ألوانه اكذوبةً /
مذ قاده الرسام في لوحاته أسيرا
وانبتت فرشاته أجنحةً
وأسرجت ألوانه جسرا تنير فيه عالم الظلامْ /
فكيف غير الموت له السريرا ؟ !/
(6)
خارج في الأناشيد / خارج في المطرْ /
داخل في مصائد العاقلين / داخل في حكمة الجنونْ/
هل رأى الموت غيره في الطريقْ ؟
واستحى من زحام البشر ؟ ! /
(7)
منشغلاً في البحث عن أمواته الراقصين /
قال لغيماته مالم يقل /
واسقط النهار في غيابه
لم يكن الغبار / أغصان كرى ً/ ولا غطيط
وهو يجر ظله / فتهرب الدروب
(😎
ولم تكن ألوانه دما على القباب /
ولا زئيرا من دخان /
ولا تعاويذ سفر /
فهكذا علم أوراقه / ماقاله الورد
فاستحق العذاب
(9)
حذرا من دماء تناثرت حوله
أيقن
انه لم يعدْ شهقةً في فم الصغار ْ
ولا دهشة في مطر الصبايا / فالشظايا /
سرقته وخبأت روحه في المرايا /
وصحا الصغارْ /
على كذبة في الجرارْ
(10)
وحين حاورت الغيمة ظله / الجمه السؤال/
ألوانه على المرايا عاهرة /
أمطاره دم / وهو بلا تاريخ /
ينتظر البرق /
أنفاسه غيابة/ عظامه رنين
قميصه طرزه الأموات / معركة أو تركة /
وفوق رأسه القطيع / يطن بالبكاء ذلك الذبابْ /
(11)
تلك ألوانه / تمرغت في الزوايا
وهو ينزف في سكون / ويفتح بابه للظنونْ
كانت الحقول يتامى / والرياح كفور / والمطر ايامى
وأمانيه
التي حنطت أخطاءه / خطئأً / خطئاً/
دخان في القبورْ
فمن دجّن ألوانه بالكذبْ ؟ !
وحطّه بين السماء والريح

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى