صلاح عبد العزيز - نص ديوان أبحث عنك بجرافة

نص ديوان
أبحث عنك بجرافة
صلاح عبد العزيز 🇪🇬🇪🇬🇪🇬
الزقازيق
9/9/2023
20/1/2024


-------------------

***

الإهداء :
إلى
روح الروح
إلى
الجد أبو ضياء


---------------------
***

1
..
تراك خارجا مندفعا كعاصفة لا تلقى التحية
تتساءل هى عما يشغل بالك
الشعور بالخذلان - وإن كان حدث -
هذا لا يعنى استسلامك
سواء أن تمر من ثقب إبرة أو باب
لا أحد يستطيع أن يتحمل
شظية فى جسد دون تخدير
أو أن تحمل قصافة
لا شك أن حَمْلَ قصافة مؤلم
..
ما يشغل بالى
أن شخصا ما يجب أن يذهب
لكن
حين تدرك أن مسيرك خطر
وأن من يضرب الحجر من أجل ماء
ليس كمن يقصف الشجر
تقيم
..
لماذا أنتِ بينى وبين قلبى
أنا لا أحمل عادة بندقية
ولن أرفع راية بيضاء
..
حين تعد خطواتك تجد حياة الغبار تبدأ
ساعة تكفى 1000 شخص
يجففون أجسادهم فى
أرض لا تنبت
على أقل من نصف ميل من الموت
محروقة ببندقية صيد مع قناص بارد
..
لَدَىَّ من الآن - فكرة - ل 24 ساعة
أن التناقض لا يُصلح الحياة
كما
قلت وداعا لكل صفة لا تُلْزمنى بأن أكون إنسانا
أو أكون مثل هؤلاء
ذكرونى
فى أحلك اللحظات
أن ملاكا ذهب للسماء
وأن المسلحين على الطريق هياكل
ذكرونى
فأنا بدأت أنسى
أن قصافة فى الضفة لا تستطيع الدفاع عن النفس
..
أصبحت لا أرى إلاك
يا روح الروح
..
**
2
..
: - حدث أن سقطت شجرة
ولا طائر فى السماء يا حبيبتى سواى
أعبر للجانب الآخر ،. فى احتياج غير متوازن
أجرب قدما غير موجودة
لجسد يتداعى ،. وأكون ممتنا
لأى أحد يحملنى على الرصيف
ولى أمنية واحدة ثم بعدها أراك فى السماء
تركتنى فارغا من كل شئ ،. وها أنت شاهدى
ليس هناك ،. وليس بما فيه الكفاية ،. لصديق قديم ،. يتشممنى
غالبا يفعل ذلك للتريض
حالتى ميؤوس منها على مسافة مترين تحت الركام ،.
: - كل هذا الحزن ،. لا أعرف من أين أتى ،. نتحادث دون أن نسمع ،. نتعاطف فى قضايانا .. ولا نتفق على المصير ،، سأغادر سريعا ،. بعد أن أدفنك فى ضلوعى ،. وكل الطرق موت .
: - كتبت اسمى على ذراعى ،، وما استدلوا علىّ ،، الوقت هواء ورمل ،. الساعة التى قضيتها معك لا تناسب الحدث ،. فى أيام حالكة وصوتى هكذا مع أى نسمة ،، علجوم ليل إذا لم تعجبه الرفقة ،. فأين يكون ،. لدرء الشر لن أقول أنك تعرفنى أو أعرفك ،، وسط نهر فى المحيط يصب ، فى بلدة خرافية ،. كان لى صوت يعمل سكينا للصمت ،. كنت ريحا ورائحة ،. أغنى وصوتى نشاز ،، كمن يطل بوجه يحمل عدة وجوه ،. لا أتحمل أى وجه يكون ،. كما فى صحراء بلا إنس ومجرد تواجدهم رهبة وخوف وجوع ،. لمعرفة ،. هل هناك آخرون ينتمون لحالتى ،. ما تبحث عنه عندما ترى تلك الوجوه فى الموت ،.. ما ينم عن قسوة لبوابة تفتح على جحيم لم تكن لى ،.
- : لا تقترب منى
لا أنتمى لهذا المكان
أين هو الطريق وتلك الطائرات تسقط القنابل
*
هناك نادل ومحل للإكسسوار يتبادلان شتائم محببة ؛ تكون الأم فى وسطها تماما غير متفاجئة ؛ شتائم مثل : يا أولاد القحبة ؛ فى منفى فى البعيد ،. ومقهى ،. أشجار تنفض أوراقها .، هواء متراخ يجتر غبارا .، فراشات تفترش جزيرة وسطى ،
كأغصان نجت من القص العميق
والشاعر ما زال يشتم ،. :
يا أولاد القحبة .......
*
:- أبحث عنك بجرافة
تقول لى :
تعارفنا وخرجنا معا
من أنكرنى أنكرته
ولو تفقأ عينى سأفقأ عينك
بما يعنى أننا متساويان
:- يا جرافة المدائن فى العواصم المدانة ،. كان لى طفلة أحببت صوتها ،، ليوم أخير من حياتى الوظيفية يوم أخير من عمل مرهق تمنح نفسك لمن هم سيمنحون مستقبلا غيرك أنت لا تجنى منهم أى شئ سوى ابتسامة لا تكفى ما يمكن أن تعوضه فى الفقر هم أيضا فقراء ويحتاجون مساعدة ،. أرتبك بشدة حين يعرض لى من لا يملك أدوات كتابية لم تمنحنى دار التعلم ما يمكن أن أكتب به أو ما يمكن أن أساعد به أشخاصا كانوا زهورا فى الحدائق ،. الآن أصبحوا من ذوى القدرات ،،،،، القصف مازال مستمرا والعربات المجنزرة تهتك الأجساد فى الشوارع عظام الآدميين أصبحت حصى للرصف والدم أسمنت تحت بيوت مدينتى المغدورة ،،،، من يمكن أن يبكى فى قاعة الدرس غيرى هل يمكن أن أصافحكن جميعا يا سيداتى يا آنساتى هل يمكن أن أصافحكن ،،،،،
تحت جرافة ،...
**
3
..
أن تكتبين اسمك بتلك الطريقة Nuran
يعنى فاصل من العمق يجعلنا متباعدين
وأنا أريدك (نوران) هكذا أستردك
طريقة كتابة أسمائنا توحى بالتباعد
حين يصاحبنى وجهك فى النوم العميق
لا مزيد من هراء المحبة فى وجود الكوكاكولا
والشبسى وشوكلاتة كرونا
وبرائحة المنتول
ينتهى ذلك العالم الهامس
تخلصت الآن من عادتى
خفيفا خفيفا لأسمع صوتك يمر من خلالى
إلى المطبخ وأعد ما تحلمين به من طعام
وغير قادر على إيقاظ أمك المتعبة من مشوار الغسيل
وغير ذلك مما يستدعى الانتباه مرة والتغاضى مرات
ولك على حق أن أخفض صوتى
وبهدوء شديد أنسحب من حجرتك
رغم أنى عاصفة مقيمة
تحمل من خراب العالم بضعة سنتيمترات من قلة الحيلة
فى إيجاد مخرج لى
لا أجد من يحمل عنائى غيرى
حين نرتكب الحماقات
كمن يسكن أرضا محترقة
ما لا يكفى عادة انتعال حذائك فى وقت قياسى
أنت مثنى ويجب عليك أن ترحمى الواحد
وأخاطب كل جسدك حين تغتسلين
لا أحبذ استخدام الصابون
وحين تبكين فى ارتكاب حماقة كتلك
ينسكب قلبى تحت قدمى
أخاف أن يخطفك نجم للفضاء
وأخاف أولى خطواتك خارج الباب
صدقينى
ما المانع أن نسكن كهفا بعيدا عن المتلصصين
بعيدا عن نيزك منقض
فلتبتعد عيناك عن الرغوة الوفيرة من أصابعى
حتما سيجئ رجل
وسأقول مهلا وأتردد كثيرا وأحذر
ويكون كلامى هادئا وأنا مستَفَز وخائف ومرتبك
وهو لا محالة قاتلى
وأرى ضحكتك أرى ما يجعلنى حاقدا عليه
وتسألينى عن العزلة أقول لك
بالخوف أنت عزلتى
وليس لدى مانع أن يصطحبك إلى بيته
مجبر على الموافقة
طالما أنت فرحة
وهو فرح
وأنا حزين
يومها سأطلب منك ألا تفسديه
**
4
..
لا أترك يدك مرة ولا أحس وزن يدى على كتفك
وكثير من الراحة فى تواجدك
دعينى أتأمل شعرك الأصفر ووجهك الكامل الاستدارة
أنا ضعيف جدا لأسمح لعلاقات الظل والضوء بالنفاذ من ثقب الباب
وفى لمبة الباب
وجه واحد فقط من يجعل الأشياء تعود من هجرة المعنى
ولو لأصابعى وهج لا يكفى نملة فى الزاوية
أرمى لها قطعة سكر
وأحدق تجاه الوهج
لا أحاول أن أوقظ القمر
فلا أمر من نفس المكان مرتين
تنحدر البهجة وتسقط وتثقل يدى على كتفك
أحاول أن لا يكون الكلام أعرجا
وفى الحوائط مزيد من الاصفرار
كأننا لم نسمع الصخب وهو يبدأ هادئا
إلى أن تفقد الصوت نهائيا
ويرف طائر من السحب المتراكمة على هيأة مطر
وينهار سد وقناطر
فى غياب الكهرباء
من صباحات لا تُرى ومساءات مراوغة
فى مدخل هادئ
لكن بغتة ينقلب كشلالات حين تسقط من سلمة مكسورة
بسبب ذلك أجد تغيرا حادا إما فى الهواء أو فى الوجوه
الرداءة فى صنع مناسبات لا تعنى
غير أن لسانا آخر فى حلق آخر فى مناسبة لا تهم
: احذر السلمة الخامسة
**
5
..
النجوم تأتى من أريحا
أعرف أننى يجب أن أمر خلال ضوئها على بحر ميت ..
أن تكون مغرما بومضها المتبقى كمصدر إزعاج
حين تكتشف أن يدك لا تحمل مصيدة ولا بها أصابع كى تتشابك ..
تعلم فقط أن أدوات مثل السكاكين ممنوعة .،
ممنوع أن تقشر برتقالة .،
ممنوع أن تخرط جبنة داخل رغيف ..
.
مرهق بحمل جبل ،.
وكثبان رملية بواد مصفر كل نباتاته عجفاء ،.
غير منتبه لأخاديد بأشواك ،.
وأنا أسير كم تمنيت أزهارا لا تذبل ..
.
تمنيت امتداد الزمن لآخر العمر لكنما بدونك لا ..
تمنيت أن يظل القمر فوق بيتنا ولا يغرب ولا تأتى شمس ..
تمنيت أرضا بعيدة - عصية على المجئ - كلما اقتربنا تبتعد ..
.
فى مدينتنا الصغيرة من يحمل مفتاحا صدئا لقفل صدئ لا ينام ،.
ما الذى يجعل الإنكسار هكذا ..
كأنك قضيت معى ليلة واحدة إلى آخر العمر وكثير من الصور فى الغرفة
لكننى لا أعرف غيرك
وأشمك فى عبق الادراج وهى لم تفتح ..
الأرض لا تشبه حبيبة فى الخيمة قالت لى :
كن مسرفا فى الحب مسرفا فى الكراهية ،
من لا يحبك .. لا تحبه ،
من يكرهك .. بادله كراهية ..
كن عنيفا فى كل شئ ، أو لا تكن ..
لا شئ وسط ،. ولا عصا .. ولا منتصف .
وكنت أصدق ..
.
أن حبيبة لليلة واحدة إلى آخر العمر تظل ..
ولأنها الدنيا تضع فى يدك اختراعا هائلا
أن تضع إصبعك على حائط فتضئ لمبة ..
ذلك الإصبع يشبه عربات تسير فى شرايبنك .،
يمحو قطارات من رسمة حائط
يعتصر غمامة بثقب فى عقلك ..
هوايته الوحيدة الرفض
من لا يصنع حلما ولا يسير خلفه
لا يشير إلى مكان ولا يحسه
لا يعد ولا يخالف ..
هكذا الرفض ..
.
دون حذر هناك - فى مدينتنا الصغيرة - حين تشير
حين تهدد
حين تقتل ،.
لوقت .. يكون هو على هيأة مسدس حين تفتقد سكين المطبخ ..
.
هكذا تعلمت أن أكون قاسيا ورافضا ووحشا فى فلاة ..
لا تحت السماء ولا فى الكتابة ولا فى الوجوه سبب للتجزء ..
غير أن ما يحسن الاختيار يتمتع بلعبته ..
لقد أخطأت ..
أرغب أن أعود نطفة تثمر فى شجر أو عشب أو طحلب ..
الآن ما أشتهى أى شئ ،.
طالما أن المغادرة على وشك أن تجعلك مؤجل الفعل وطائرا فى السماء ..
**
6
..
أكتب لأعيش ،،
الموت/الصمت
فعل الكتابة تحدٍ ومراوغة ..
ما يجعل الظن بأن لا موت يستطيل فى الأفق ،،
ما يجعله شاحبا أينما نظرت
هو تلك الكلمات وإن كُتبت على هواء
هى مجرد خردة من الذكريات
فيما يتعلق بمرور حافلات وقطارات مكتفيا بنفسك
فى عوالم لا تهدأ ومتاهات تغير وجهتها
كم من العنصرية داخلك عندما تطلق على ذلك تاريخا معلقا ..
فى مفترق طرق ، أو فى مفترق نهدين ..
يحملاك إلى ما لا نهاية ،،
فى حين أن ما نطلقه فى الهواء لا يعود ..
ما نطلقه فى الماء لا يعود ..
ما نطلقه فى الأرض لا يثمر ،،
يدك إن نَمَتْ سرقت ..
عينك إن نظرت قتلت ..
وعندما تركب سفينة لا تسير ،،
الشط يبتعد ويجعلنا فى منتصف الطريق ..
مما يليق بنا كأخشاب طافية ..
كل ذلك إذا كنت غيرك .. واستهلكت حياتك .. وتربعت على قمة مأساة ..
.
لو فكرت فى الماضى يضيع منك المستقبل هكذا يقولون ..
فى اعتقادى فى لحظة ما يتضافر كل منهم مع الآخر وينطبق ذلك فى الشعر
بما يعنى أن اللحظة الفارقة إذا ضاعت يمكن أن تكون العبارة الأولى صحيحة
وهذا فى غير الشعر جائز ..
.
النفس مدينة أحاول اقتحامها محصنة ومتاريسها عنيدة
أنا شخص واحد وهى أيضا
نحاول الاستحواذ فى حين أن لا أنتِ شاة ولا أنا جزار
ماذا تأملين من عوالم باهتة
ومتاهاتى أكبر من متاهاتك وربما متاهاتك أكبر ..
.
من الممكن أن نسير فى اتجاه واحد كيف لنا أن نسير فى اتجاهين وننجح ..
كان يجب أن نكون نفسا واحدة ..
لم أرسم طريقا تعودين منه ..
كما أننى لم أبرح فاصل النهدين ..
أظل منشغلا بتلك التحليلات واكتفيت مما تسرب فى حضورك ..
المرجح أننا اختلفنا على عشب البسيطة وأشواكها
قبل أن نجلس فى حديقة ليس بها مقاعد ..
.
من يخطو الخطوة الأولى
وأنا لا جسد
عذرى قائم على انتظارك
هناك ما هو سفيه يُشكل حاضرنا
وما بعد يَظل مرتبكا
لو لم يكن هذا السلام الأحادى
يشبه حربَ صامتٍ يتفجر فرحا
.
يقاس العمر بكل يوم يقل
بعض أعمارنا على أربع مثل أى حيوان
يأكل أى شئ
تلك البراءة التى نولد بها ليتها ما فارقتنا
يبدأ الشر حين نكتسب قدمين ثابتتين
أن تعرف كيف تتعلم طرقا للمعرفة
وعادة تبدأ بسيطة إلى أن تنطق أول حرف/أول كلمة/أول جملة
لا شك عن الطعام والشراب
بتلك اللثغة يولد الحب
وينفلت اللسان إلى أن نسير على ثلاث
عندها نعرف كيف عشنا خدعة الحياة
.
ما الموت؟؟!!
حياة ثانية الذاهب فيه لا يرجع
هو كائن فى آخر الممشى
ينتظرك هو صديق يربت على كتفك
كل وقت هو مرتسم على وجه كل كائن تراه
سواء فى الصحو أو النوم هو حلم المعذبين والكادحين
من أجل لقمة صباح مساء هو الراحة من تعب عقل
فى الشقاء أو النعيم نهاية الفكر هو بعيد عن الجبارين قريب
مِن المحبوبين الطيبين وديع كحمل ومرهق كحصان هو
مَن لا يرتكب شرورا بل يرتكب كل الآثام
هو فى آخر المشى وفى أوله ولا ننتبه
.
الدنيا مثل خرابة كبيرة
ولا شك أن تفترش ذلك الفضاء إلا وتعود بالحسرة
فى ارتداد بصرك
وما من زينة بغير نقص
سوف أضع لك أحمر شفاه
وبودرة تلك على وجهك الناعم
ما إن أفعل
حتى ينتابنى الغثيان
التجمل على ذلك النحو مراهقة
مستفزة وهى تخلق أشباها فوق ما نتخيله
عمياء يا دنياى عنى وهى من تجيرنى
فى الوحدة بتلك الهياكل العظمية وهى
من ترانى ولا ترانى فى الشقاء
.
أن تعيش مرتعش الجسد بتلك التنميلات
أطراف أصابعك ماكينة رى وعيناك
تأخذهما الغبشة يجب أن تجلس
تستعيد دورتك الدموية وتنتظر
برودة العرق وجفافه
وترى صورة حياة جديدة
..
**
7
..
كم أنت عنيد فى مخاصمة رغباتك
حتى تحولت ما يشبه الطيف
عند حضورهم يكون الجحيم منجذبا لك
كم أهلك علاقاتك وجعلك فى قائمة الانتظار
وأن يكون اسمك بالبنط العريض
كأنما فوق قدرتك أن تتعلم
أن تكون فى منتصف الشئ
أو منتصف الرغبة
بحيث يدور التوازن ولا تسقط
..
كم هو صاف ونقى يناسب شفافية روحك
لون السماء
أن يظل عالقا أمام عينك
حيث تكون مختالا بذلك النور البهى
مما يكسب الغيم سطوة
..
: لا شئ أبشع من انكسار المحب
اقسى ما يرهق شخصا
انكسار القلب
يحيا حياة البرزخ
لا إلى الموتى ينتمى
ولا إلى الاحياء
وما يرهق الروح
تواريخ تفر من أبجديتها
تحوم فى مكانها كدرويش
تقف فى الخلف وراء الاشياء
تصد ما يريده الممتلئ كراهية وجشعا
..
إن كان ذلك حالك
فما المعنى أن تظل واهما أن هناك ضوء
..
لا شئ يضاهى فشلك فى أقل الأشياء احتياجا
تتنفس الهواء النقى لحظات
ثم تغادر فسادا لا تستطيع كبحه
ولا أن توقف تمدده
لا أظن مطلقا أنك ستستسلم
..
**
8
..
يدك ماتزال بدفء
ومودة ورحيق
خشبة لغريق مايزال يحلم
أنه ماء أو سحاب
أو رمل يكتب كتابات تجرى كنهر
بلا مجداف
وليست يدك سوى جب
لمن لا يتحمل تلك القسوة
*
أخرج من خلالى
كرجل مائى
من نوم بمستوى الموت ،،
نظرت
فراغ لابد أن تنزل له بسبع درجات
طلبت ما تشتهى نفسك
فلم تقبله نفسك
فانفجر سد فى صحراء بعيدة
*
جرف الماء فزعى دون أن يظهر
أخذتك فى حضنى وطبطبت عليك
لم تأخذى بالك
أن الماء وصل لحلقى
لكن
إلى أن وصلنا إلى الشط
يدى مازالت قابضة عليك
قبل أن نتهيأ للمخاصمة
غرقت
جرفنى الشعر بعيدا تحت عينيك
هكذا سرقنى منك
كتابات على الرمال والماء والسحب
*
من يعد أعمدة الإنارة يمكن
أن لا يرى أسلاكها المعراة
أو أن يختار مكانا يكون جيدا
للتأرجح
*
الحياد دائما مربك
وغير متزن
فى ذات الموقف إذا سلمت بأمر
عليك أن تتغاضى عما هو منفلت
ومقيت
*
لست حياديا كى يكون التدنى غالبا
هو الأرجح
الأعجب
أن تظل صفحة بيضاء بكل ذلك المداد
لم تمسك قلما
ولم تخط على تراب
وما انتبهت
أن العوالم ستنقض عليك
*
ضاع صوتك فى شلال يهدر
سقطت على صخرة بازلت
مشققة الأطراف وحوافها مسننة
لوقت يترك انطباعا بالموت لكنه
لا موت
يتيحه غائب
تأتنس به لحظة المصافحة
*
الموتى يعرفون بانقطاعهم عن الحياة
وكأى ميت يطلب نزهة
ليجلس على نهر
تمر به صداقات منتهية
وجرائم فى طى الكتمان
*
صاحبى الوحيد
من عانقنى فى الظل
وعندما وقفت فى الهجير
لم يتحمل
*
تعرف أن الدفع الذاتى
عادة يكفى أن تصل
ولو متأخرا بعض الشئ
لكنك ستصل
*
كألعاب تتسم بالسذاجة والعفوية
كراكب أمواج بعضها ردئ
بعضها جيد
فى طابق أرضى
يعتبره البعض مكان خزين
أو لمهملات
أو لجريمة محتملة
**
9
..
كيْفَ تأْكلنا الحكَايَاتُ دُونَ أنْ نَكْبُرَ دُونَ أَنْ نَمَلَّ
أمَّهَاتٌ بعد طعامِ العَشاء تَحتَ لمْبَةِ الجازِ
كيف تسيرُ فى شَوارعِ القرى والمدنِ
حتَّى تصل حتمًا بعد مائة عَام إلَى أحْفادنَا ،،
حَيث يتَعذر فصْلَ حريقٍ عن جلدٍ ..
أو
ألمٍ عن سوسنةّ تذوِى بنوًّار الخوْخِ والبرتقالِ ،
فى حديقةٍ خلفيةٍ
تمضغُ أثوابَها الخَضراءَ
ماتَزال بلَوْنها الأرْجوانى فى الشفَقِ
الذى يبدو - دائما - بذلكَ اللونِ
حتَّى أنا والذِى أَمامى ..
أنا
والذِى ورائِى
أنا
والذِى يسِير معِى
لا نفْتَرقُ ..
،،،،،
بُطولَةُ الفقدِ والبكاءِ
مَعرفةُ أن الشئَ الذِى مضَى
- والذى يدْعُونه الحُبَّ فى أحيانٍ كثيرةٍ -
هو من وضعنا فى طريقِ العتَماتِ ،،
لا تزال قبل الفجر .. لا ما بعده
فاكهة الصبح الندية ..
للتى هَاجرت دُونَ وَدَاعٍ للسماءِ البعيدةِ ،،
،،،،،
ما إن تراكَ الطيورُ حتَّى تتجَمَّع ،،
تلتقط حب يديها دون خوف من الهدوء المريب ..
الآن تواجدها على مشهد يتكرر .. صرتَ حلما ..
لطفلة لم ترها
من امرأة غائبة لم تَرها أيضًا ،،
،،،،،
كم تمنيتُ أن تكون رُوحى فرَّت من ركامِ الحروب ،،،
تشَوهاتِ الضحايا لعدو ظَل يُمطرنا بقَذائفَ محَرمَةٍ ..
تحْرقُ الوجُوهَ والذاكِرةِ وتُجْبٍرُنا على الرحيلِ ..
من نيرَانٍ تَتسلَّطُ على الجلُودِ حَتى تتَفحمَ ..
أمَام عدسَاتِ المُصورين ،،
،،،،،
كيف تلتم عائلاتٌ بكاملها إلى محرقة هناك
حيث الأرض الأقدس تاريخا هناك - الذى هو هنا -
فى أضلع الصخر ..
كيف كانت حكايا النازحين تجعلهم مسرورين ..
ببطولات مروعة ..
على أقدامهم يحملُون موْتاهم ..
بطُرُقٍ مفخخة وقصف يبدو عاديا فى رعشات الأطفال ..
ووجوههم
وقد ثَبُتَ عليها الغُبَارُ وأصبح لُحْمَةً واحدة ..
،،،،،
رَحيلٌ بأشباهٍ عدة تحكِى ولا حِيادَ بيننا ..
تنْسرِب مِنْ يَدى أمعَائى على طرقٍ أحسَبها طرِيقًا واحدًا
فأطمئن على الدوام أنها ساقيةٌ ونصِّىَ ماءٌ
للصباح الذى يَسْرقنا جَرْعَةً جَرْعَةً ..
ما لم يكُن رجوعا للخلف
أنتبِه لدمعة على رَصيفِ روحى ..
لا تَخْذلنى .. لنْ أجْعلها وحِيدةً مُنفلتةً ،،،
هى شَجرة فوقَ الألَم ..
مهْما كانت لأغصانها قاصفةً تلك الآلاتُ ..
لا يسْتحق ظِلَّها من دسَّ لها فجيعَةً ..
فى وَرَقِها الساقِطِ ،،
تنمو لا تسْتَطيع من وجْه عاصفةٍ أن تنسَحبَ ،،
من بَيْتِ حُزْنٍ لِبَيْتِ حُزْنٍ آخَرٍ ..
..
**
10
..
كيف يرى من يفقد الوعى أنكَ هُنا
هِىَ تنظر ولا ترى وأنت تنظر ولا ترى
أيكُمَا يبدأ الإفاقَةَ ..
..
..
لولا البحْر ما كانت الزرقةُ ولولا السماءُ ما كانَت العَقَائدُ
أنت يَابس وهى يَابسة وكل ما حولنا يابس ،،
حتى رقصة التانجو - اليابسَةَ - ما كَانت لتقفَ فى المنتَصفِ ،،
ولا تتمُّ ..
يجب أن نَظل هكذا نتمتع بهواءٍ فاسدٍ
غير أن الهواءَ الفاسدَ لا يتمتعُ بنا
يلفظُنا لعادمٍ يصهر العظامَ والنخاعَ
ويجعلنا تراباً فى ميادِينَ عدةٍ ،،
وما بين الخلودِ فى الحياة والخلود فى الموت شعرةٌ
يشدُّها الطُّغاةُ وتشُدها الشعوبُ ..
مراتٍ عديدةٌ يحْدثُ ذلك
ندخلُ النفَقَ بَعد قصْفِ المُسَيَّرات ،،
تتحطم الجغرافيا من يدِ طِفْلٍ عالِقةٍ
طبيعِىٌّ أن تكون المسافةُ أكبرَ بكثيرٍ مِمَّا نتَوقعُ ..
هُنَا مَنْ يَتَعاطفُ مع لصٍ لا يَجد ما يسْرقهُ ،،
قبل أن تتحوَّلَ ماكينَةُ الرىّ إلَى سَيَّارةٍ ،،
وتسْتبدلَ الحمَارَ بمُوتورٍ ..
تَلاشتْ أغصَانُ الأشجارِ فِى أَشْباحِ الليلِ ..
لا يظهر عادَة غير الحذاءِ الأحمرِ الصغيرِ
وبقايا بيوتٍ محطمَةٍ فى الظلامِ الموحشِ
ويد الطفل العالقة عصور ترجع للخلف
للخلف دائما
أسير مع اللص كى أعرفَ بيتى الجديدَ
قال لى اللص :
أيهما تختار ؟! ..
بمجرد تعرضُكَ للجفَافِ هشٌّ
مع أىِّ نسمة تتقلب ؟! ..
فتصير كثبانا أو طَفلةَ تنتظر التَّشَكُلَ
كانَ قلبكَ مرحاً بأقْصى تقديرٍ
طبطب علىَّ بيد تشبه يدى
مشيت وراء اللص
عند منعطف حاد
كان يلهو ..
..
..
الله فقط يعلمُ عَدد اللِّصُوصِ فى بِلَادِى
الله فقط يعلمُ عددَ المَلائِكَةِ
وما بيْن الحَياةِ وموتِ الفَجْأَةِ
منْ يجْعلنَا مُتْخَمين بالمعِيشَةِ عَلى الكِفَافِ
هكَذا هُمُ اللصوصُ نمشِى ورَاءَهُمُ
نحْلم ببيتٍ جديدٍ ..
..
..
كيفَ يَرى من يبدَأُ الوعْىَ أنَّكَ هُنَا
هِىَ تنظر وترَى وأنت تَنظر وتَرى
مَنْ يقْتلون أَنْفسَهٌم
هَؤلاء المرابطون
من يَغشاهُمُ الحزنُ
ولا يكترثون
..
**
11
..
قريبًا أُصابُ بالعَمى
لا ضرورةٌ لعينَين تَرى القبحَ
كما لا ضرورةٌ لقلبٍ ميتٍ
حيث عَلِمَتْ أن الحقيقةَ لها أَنبيَاؤُهَا
حيث داوَمت على الكَذبِ طَوالَ عُمِرهَا
تلك العدالةُ الطافِيةُ والتى لا يستطيع فردٌ أن يمسكَ بها
فى وسْط نهرٍ
لا يجِب أَنْ نبقَى هَكذا
دون كلبٍ ينبَحُ
وًهَا هُو فى آخر الممرِّ نائمٌ
حيثُ لا زمنٌ يمكن تداركهُ بَعدما مضى
من لا يستطيع فِى الرحلَةِ الأخيرةِ أن يتَحدثَ
عَن بئرٍ فائضٍ مِنَ الصِّدقِ
أو
مِنْ بصيصِ الضوءِ
حيْثُ لَا بَشرٌ يَضحَكونَ
بل
موتَى دَاخلُ كُلٍّ مِنَّا لهمُ وجهاتُ نظرٍ مخْتَلفةٍ
وبين الصدقِ والكذبِ مُدُنٌ شاسِعةٌ ومستنقعاتٌ من الكرَاهيةِ
لا يَعبرُها لا المَوتى ولا الأحْياءُ
..
يا تُرى مَنْ سيغْرِس شجرةً
تلك الشعيراتُ النابتةُ بخدِّ الأرض
دون إزعاجٍ
مَنْ سيزِيلُها لكَى يَمرَّ بُرعمٌ
هل يتفتتُ صخرُ القلوبِ لمسرةِ الأرضِ
للطائر الذى ينقر القلب
للعِظامِ التى حملناهَا لمقبرةٍ
لهؤلاء المعزين بعد صلاة العشاء
لهؤلاءِ الذين ينْتمونَ لجثةٍ حفرتْ جُرْحًا
لمتْريْنِ
لم تكنْ مُفاجأةً أن يَموتَ دونَ إذنٍ
من ضنَّ عليكَ بالحنين وترككَ فى نصف وَفَاةٍ
ولمْ يرثَ محبتكَ
لا أنصحُ برفض الحَياة والسمو والرحيلِ
لا أنصحُ بأخذِ قراراتٍ عجلةٍ فى الصباحِ
عنْدما تَستيقظُ ولا تجدُ غير العدمِ
ربمَا شجَرُ المقبرةِ يصْنع ظلاً
لكنَّه لا يعنى السعادةَ المنتهيةَ
والتى لن تُقبل إلا بوطأة النسيانِ
لَسْتُ قَلِقُا
فَاتنِى الحزْنُ بِبِضْعةِ أعوامٍ
كما أنه
لا يصلحُ النصُ لمن هم فى سن 16
..
من يمنَحُكَ الدوامَ لِمثل تلك الصورِ
والتى إِنْ سقطت تسقُط صفاتُكَ
لا تنَافقْ ولا تُهادنْ
ولا تَسِرْ منفردًا بغيْر حذاءٍ ربَّما تَضعه فى وَجه عدوٍ
سِلاح رَفضِك الأخيرِ
وإذا كان لابُدَّ فَلتملأ جوْربك بِالحصى
وانتظرْ
أنت لا مَحَالة لَنْ تَرى
مَنْ يشهدُ لك ومنْ يشهدُ علَيكَ
لكنَّك ستَرى
من حفَرَ المقبرة وقرأ لكَ الفاتِحةَ
..
**
12
..
فى وسط الأحداث الدامية
نكتة مضحكة لكننى لن أضحك
البحث عن حذاء ربما يكون ملغما
أو قالب طوب طهته المجنزرات
ربما يكون طعاما لجندى ما
..
فى جثةِ لعبة تشبه دبا أقام حربا شاملة
وبيت تتحول أنقاضه إلى أشباح بالليل
هذا لا يعنى أن النهار ولّى
وعاد الكون لبدايته
إنما الخيال أحيانا سئ بما يكفى
وغير مقنع
..
إضحك يا عزيزى وقل لى نكتة أخرى
لعلى أضحك وسط الحطام
**
13
..
بالكاد يستطيع الموتى الكلام
بإيماءة الجسد
وتحلل التراب
تركنا أعضاءنا عندهم
عند اللاإنسان
الحاوية أكثر راحة لجثثنا التى بلا أجهزة داخلية
سنقوم يوما ما بحصى الأرض - بندقيتنا - وسننتصر
بالتأكيد سينتصر الموتى يوما ما
يوما ما
..
**
14
..
كل الذكريات تمر من ذلك المنعطف بشرط
من لم يعرف الحب لن يكون شاعرا
من لم تخذله امرأة لن يكون شاعرا
الشاعر أيضا لن يكون شاعرا إلا إذا
مر شَعْرُ حبيبته من بين أصابعه إلى نقطة اللاعودة ،،
فرح بها فى البكاء ،، من الغياب ،،
يغيب عن نفسه فيها فتحمَّل غيابك عنك بخصلة حول عنقك تدمى ،،،،
أول وآخر ما يتبقى منك ومنها :
قل لغة لا تقول غيرها لها : لا يكفى الأسف
لا يكفى بعد الموت شئ يجعلنى آسفا على الحياة
خطأ واحد ارتكبته وعشت بلا ظل
وبلا هوية
وبلا صديق
لم يكن خطأ تماما
بل كان شغفا ومروءة وجهلا بماهية الغدر
ذلك الخطأ عشت به نادما
الحب لغير أهله خدعة للنفس
بكل ما عانيته ،، أنا نادم
لن أفعل الخير ثانية ،، وأحبك
..
لكنك تعرفين أن ما أقوله معكوس ،،
لا أرغب أن يفهم الآخرون كيف تحب بصمت ..
كيف كل تلك الكراهية يعرفونها بلغة جارحة ،،
ذلك يجعلنى أفجر نصا فى فنجان شاى ،،
فنجان قهوة يمكن أن يكون مواء قطة فوق سطح الجيران ،،
كرسى بلا صاحب ليس مهما ،،
دلو بلا ماء أعتبره صديقا ،،
يفاجئنى بدش بارد داخل كرتونة لعب ..
جعلتنى ألتقى سحابة لا عمل لها غير التسكع
لرصيف مطلى بالأحمر الداكن ،، أحاول ألا أعود
ما إن أرى البنايات ،،
أتيقن
أن قطيع ماعز أوقف مسيرة حضارة بكاملها
ذلك يجعلنى أتهيأ لما يشبه الذهول :
صوت ثغاء من بضعة نسوة
حلقن ،،
هناك يشحب وجهك ،،
يسقط من ذاكرة شخص بملعقة
ذلك يجعلنى أنفض غبارا تحت قدمى ،،
أحاول ،،
على اعتبار أن انتظار المطر جريمة
وأن مجرد رؤية مجنزرة
أتيقن
أن لا عيد ميلاد هناك
..
أهيئ من هدد البيوت ما يشبه الفخاخ
أخلق من الطين جنودا أضعهم فى الشمس
أوهم عدوا بأن عيونا ترصد
ليمنحنى الرب مقصلة كى أهذب أظافرى ..
أقطع رأس أفعى
مرت بأفق صقلته الحرب ،،
كخطئى الفادح فى أن أحب وأكره ،،
وأكره وأحب
..
هى ترف فى النافذة - أعنى العصافير -
فى مد الرعب تسقط مناقيرها ،،
صدأة
لو أنها النهاية - أعنى القصيدة - لما جلستُ على قمة الدنيا
كفاقد ذاكرة ،، ماتزال محض أمنية
لا أعتقد أن كل الناس بشر
من استدار قتلا وتعذيبا حتى أصبح مجنزرة
تحمل مزيدا ممن لا يريدون أطفالا ولا نساء ولا شيوخا
لا أعتقد أن البشر متفاوتون فى ذلك ،،
البشر ليس هم البشر
لا تعرف
إن كانوا يؤمنون بأن الدفاع عن النفس واجب
أو خنوع
..
يا لهذا الدمار العظيم
يا لهذا الدمار العظيم
لا
لغة
لأتحدث
بها
معك
..
**
** رسائل
------- إلى مارك
..
لقد اكتشفت أن هذه الاشارات هى أسوأ ما فى الفضاء الازرق فهى تحمل المعنيين الشئ وضده فعندما تشير بها تجد نفسك هل أنت مع المنشور أم ضد المنشور أم صاحب المنشور
مما يورث الشك لدى الطرفين الأصدقاء بل ربما وضعت تلك العلامات لكى تثير الشك والغضب فى أحيان كثيرة فاحتمال ان تكون راض عن المنشور أو ضده وارد واحتمال أن تكون مصاحبا لصاحبك فى رأيه وارد والعكس صحيح كل تلك العلامات التى اخترعها مارك لم تكن سوى هدم مبادئنا فى السلام عليك يا أخى كيف حالك علاوة عن أنك لا تعرف الطرف الآخر وتظن ما تظنه عادة كما هو يظن أى ليس هناك تواصلا اجتماعيا بل شك يورث الشك وليس عليك إلا أن تتعامل بما يمليه الحذر .. أعرف أن الطرف الآخر يمكن أن يكون أى شئ أنثى ربما تكون ذكرا ذكرا ربما يكون أنثى ديوثا ممسوسا مثليا جاسوسا أنت وحدك دائما وأكثر وحدة مارك نفسه يعرف كم هو مجرم أن يجعل البشر تحت سطوة آلة بذلك الغباء تستنزف ما تبقى من صفات البشر .
صباح الخير يا مارك
**
..
------- إلى منذر حسن
..
لا تنظر لحافية القدمين فالسماء عارية
سقطت قطعة منها على ذلك الدرج
ومهما كانت القهوة مركزة لن تستطيع الإفاقة
الهاربون من صمت المدينة لصخب المقاهى
سيكون الصخب فى النادلة
أكثر روعة بصمت
وعلى المائدة سحب السماء ومطر حياة
حافلة بالغياب
الغياب صاخب طالما السحب بلا ماء
وبلا ليل
وبلا نهار
وفى ذات المدينة
تغيب روحك
تغيب
وتتلاشى
**
------- إلى عبد الواحد السويح
..
لا أذكر غير أذنى قبل عينى قبل يدى هى من جَنَت
ولا أنكر أن رؤيا ما انسحبت من المستقبل
وجاءت بلا موعد
كان ذلك منذ ثلاثين عاما ولم تزل الرؤيا رؤيا
تحققت إلى أن ملت مخلوقات الظلمة لكننى لم أمل
التكرار غالبا مع المحبين جميل
ويشى بالفتوة والمنطق الجمالى للأشخاص الذين هم ربما
يدلفون للشعر من باب المحبة أو الشفقة غالبا على الشعراء
وهم مساكين أعنى الشعراء
وليس غيرهم من يرون العالم على غير المعتاد
النظر المتكرر يتغير باستمرار للأفضل
لك أن تستثنى بعض الحالات
حين رؤيتها ويظل جهدك فى الصور المتتابعة كأول مرة
لا عيب إذا ما كنت مصرا
أن الحب يخلق أوهاما أجمل من تلك الألعاب
لم أكن لأصدِّق أننا يمكن أن نفعل ذلك
ثمة احتمال كبير بأننا أحياء
نحاول بقدر ما نتنفس أن لا تهلكنا الحياة
سأفكر فى استبدال الواقع بحلم
ولك ما يفتح الغيم بأسنانها
فيكون النهر والاخضرار
وحشائش الترع وخروع الحقول
فلا تغرق داخلك وإن حدث تستطيع الخروج
كل جمال إذ يعيد نفسه يكون أشد جمالا
متجددا فى الكون ومتوالدا فى الطبيعة
متجددا فى النفس وعابرا للخيال
فى الألم الطازج للحياة
ومهما تلهفنا تظل كما هى بخيلة شحيحة
ليس يعنيها السعادة بقدر ما يعنيها الألم والبؤس
ولا نملك غير الرفض
لكل صيغ الجمال إذا لم تعد نفسها
قريبا سأحدث نفسى عن التجانس الروحى
عن الرؤى وهى ترف وتتحقق
عن الطمى فى هجرته
على يد شاعر متماهى فى الجمال
ومبدع فى الكتابة
..
**
------ إلى العربى عبد الوهاب
..
حسنا ،،
تعرف كيف أتى الموت ،
من تلة ثقوبها تسند حديد التسليح ترتقى بغبار الأسمنت ،
فى أحلامك تستطيع أن تفجر مشفى وتحمل مرضاك لهدوء الموت على دراجة نارية ..
تعدو .. لولا أن شعاعا لمسك فى غير موعده ما كنت تعرف اتجاهاتك ،
أحيانا تلبس بلا فائدة نظارات ،
تستبدل خرابا بمعلبات وزجاجة ماء وطعام كان يلقى لكلب ..
ما دمنا على هذه الشاكلة لا تفر من حفرة ألقمتك ثديها ..
سوف يحدث أن تفزع من خشخشة الموت .
لا فرق بين ما يدعيه عدو أو صديق حيث لا صداقة بدون أن تزن نفسك بمقياس رختر ..
حسبما تشعر شجرة زيتون وحيدة وبعيدة عن هواء البحر ،،
بذلك التاريخ القاحل قنديل منطفئ فى الحلق بوهم محبة لا تزول .. ما حدث على الطريق للنازحين من الشمال للجنوب ..
كنت مخطئا فى تقبل الأمر .. على بحر طعمه مر طرتَ ..
حدث ذلك للسائرين - لليلة - على أمل أن يظلوا أحياء ..
قالوا : اخرجوا ،، الطريق آمن ،،
خرجنا فمات أطفالنا ، وتفحمت العربات ، صرنا أشلاء ..
حاولنا أن نستغيث بالسماء ولم يكن هناك غير الجحيم سماء ،،،
لم نجد من يدفننا ،،
خرجت من إنسانيتى كعصفور يخرج من فقمة
مسارات دمى بغير دم لونى بهت كريش مغسول ،،.
رائق فى الحجر كنهر ..
غير أن نسوة قليلات منحسرات الرأس كن يشعن بهجة فى الدم ،
لم تنته معاناتك بعد فالسقوط فى الغبار
عاليا ،،
عاليا ،،
ليس هناك أسفل ،،
حيث تتطاير البيوت ..
كورق الشجر ،،
آلام تتجدد بموت إنسان عزيز أو حياة شخص بغيض ،،،،
..
**
------ إلى شعبان عبد الرحيم
..
إملأنى بالكراهية وامنحنى هدأة
سوف أحفر نفقا فى الظلمة لضوء النهار
لن أر المدن المهدمة غير فى فجر كاد ينبلج من أصابعى
حول أشعة روحى وأنت تنزف فى أغانيك البسيطة
التى استهجنها صانعو الأغانى
من شربنا منهم غصة العود والناى
وإيقاع المراثى
يااااااااااه
أيها البسيط فى كلماتك
كم كنت فظا وعنيفا وغير قابل للاحتراق
فى ظل عتمة
لا نغم
لا صخب
يا أتون المشاعر المنبثقة
منذ ميلادك
أعطنى الكلمات البسيطة البسيطة
التى أثمرت الطوفان فى الأقصى
ففى الأرض لنا موعد
أيها البسيط البسيط والطيب والمخلص
لفوضى اللون والإيقاع
والمد على شاطئ يحترق
فى الشمال
حيث يبزغ النداء والوعى
حيث يسبح المناضلون
فى موج الدم
..
*****************************
نص ديوان
أبحث عنك بجرافة
صلاح عبد العزيز 🇪🇬🇪🇬🇪🇬
الزقازيق
9/9/2023
20/1/2024

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى