محمد أبوعيد - الزمان

أحياناً ؛ نظن خيرا
وأخرى ؛ نظن شراً ؛ إنما لا بأس
تلك ليست المعضلة ؟
فنحن أبناء الشقاء
أبناء المتقلبات والشبهات
ولئلا تشرب الأسى من الشوك والجمر
عندما يهرب الزيت من مصباحك
لا تبحث عنه !!؟
الهارب إن عاد مضطرا
لن يكون خادماً مطيعاً لظلماتك الواسعة
كن حكيماً أميناً على رأسك
والتف حول صبرك سبع مرارات
في نهايات هذا الإعتصار المؤلم
ستنجب مصباحاً وزيتا ؛ باران بأقدامك
عند أول نافذة مطلة على الشاطىء
لا تنظر إلى البحر دون سابق معرفة
أدخل على تأملاتك بصمت طويل
هنا ؛ في مطاطية المد والجزر
اخلع جسدك تماما
بنور الريحان الرائع
تمدد على هذه الأمواج
كن سيداً على جنونك
أو كن عبداً لا يهم ......
المهم أن تغلق العيون خلفك جيدا
الآن ؛ أنظر هناك ؟ عند أول العواصف
أنت الآن داخل قدراتك الدماغية
أراك جيداً من حيث لا تراني !
وتراني أيضاً من حيث لا أراك !
هذي بسملات اليقين
في محيط النظرة الأولى
ستجد عمارة "الزمان"
هذي الشاهقة ؛ تم بناء أيامها المعدودة
على مساحة وقت ليست معلومة
والمجهول عادة ليس أميناً على بنات أفكارك
فلا تبحث عن سكن في عقارب الساعة
تلك الدائرة الهائلة المتاهات
ستأخذ أحلامك إلى قيعان السراب
ستكون غارقاً في مكانك
لن تعلم خلفاً من أمام
لن ترى شاطىء الغد
تعال ؛ سأوقظ النار
لتطهو لك حديثاً دافئا ؟
الزمان ؛ هو بيت الحياة
بيت الأمس واليوم والغد
بيت الدم واللحم والموت
والأفكار يا أنا ؛ لا تسكن لا تنام
يموت الموت والأفكار لا تموت
كن فكرة واصنع لنفسك سفينة حب
تأخذ ذكراك لشاطىء الخلود .......

محمد أبوعيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى