د. عبدالله عوبل منذوق - روزيتا

روزيتا
اشعلت فتيل الهذيان
انعزلت عن هطول الثلج
لتسقي العشب برائحة شعرها الياسمينية
كاد ينفلت معطفي من عقاله
جنون الانفلات يطال المقاعد.الخشبية والاعشاب وقرنفلة
اطلت من تحت الثلج
ستروي لاحقا قصة الحديقة
والجدار الذي انحنى لرقصة
السامبا
فيتوشا حارس المدينة تغفو
عيناه حين تتغطى الطرق باثآر
عشاق الورد في الشتاء
*********
روزيتا نبع ماء فيتوشا
القمر الذي فر من حشائش الصيف
الى حضن البارنو
باقة ورد تدلت
من قطار تائه
بين قارتين ومقبرة
دمعة سقطت على
باب زجاحي
لتحرق الصمت
وتشعل فتيل النزيف
روزيتا رمانة نبتت
في راسي
فرشت شعرها على اهدابي
وفي كتاب الغياب
رسمتها جان دارك
في مخيلة السنين
ليلة انهمر فيها الحزن جدولا
وبنت العناكب اعشاشها
في راسي
حدق المسافرون في جدول
حار خاط جبيني
ورسم طريقا للفراق على
وجهي
بين مدينتين وقارتين
ارتحل الالم الى ثالثة
وعلى تخوم السفر
تمددت في عيوني
تفاصيل عاشوراء
وليلة عيد الميلاد
واشعار لوركا
وقلب طاف كل المدن
ودمعة روزيتا ماثلة في
فوق رفاتي
حين تولي المسافات
وجهها للغياب
وتحفر اخدودا عابرا للزمن
يصير البكاء على وردة
وبعض شموع
واغنيات هوليو ايجلياس
تذاكر عودة من وسط الدخان
واتحسس تضاريس وجه الغياب
روزيتا كانت لي كعب أخيل
توارت بعد اخر دمعة حارقة
تبدد الزمن في حفلة تنكرية
شوارع المدينة
والليالي الثلجية
لآلى زينت ليالي الجنة
والانهار
وقطار زاغورا مازال يمر
على قبري كل صيف
ياخذني من بين رماد الحرب
التي اكلت السواقي والازهار


عبدالله عوبل
اليمن

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى