حقيقيٌّ أنا، أم حلمٌ يمشي على غيمٍ، أكائنٌ أنا، أم وهمٌ من سراب.
و أخطو على ندفٍ من القطنِ، والناسُ حشودٌ فوق الحشود، الناسُ غاباتٌ من أيدي تناهش الرغيف، والممزق، وهو يصرخ.
وأهبط، أم تهبط بي الغيوم، وأجوسُ فيها، وأنا أرقب حشد الجوعِ الكسيح.
وأهربُ؛ لأعود أعلو .. أرى قائدي الطائراتِ يعجبون، لكن لا يأبهون بي، وأسمع القهقهة تعبر، وتصيحُ قِرَبُ الحديد، وتقوم من تحتي أسافل البيوت، وترتفعُ السقوف قليلا؛ ثمّ تهوي، وتتفتح علبا من جحيم.
أسقطُ أنا، أو أكاد، والحشد يهوي، ونتف الرغيف تغمست بالدماء، وأرى الأحلام كيف قبل الموتِ تنفصل، وكيف أنّ آخر ما تفعله الجثث؛ تتفتح، ثمّ تغمض .. كل جثة تطلقُ، والحلم يطير .. كنت ظننتُ الأحلام تحيا، وتحققتُ، رأيتُها حماما؛ قبل أن ترتدي ملامحها، ثمّ على ذات سيقان أصحابها تخطو، وأنا كنت هناك، ولم أدرِ؛ إن كنتُ أنا، أم حلمي الهائم على وجهه هناك.
عمر حمش
كاتب فلسطيني مقيم في غزة
و أخطو على ندفٍ من القطنِ، والناسُ حشودٌ فوق الحشود، الناسُ غاباتٌ من أيدي تناهش الرغيف، والممزق، وهو يصرخ.
وأهبط، أم تهبط بي الغيوم، وأجوسُ فيها، وأنا أرقب حشد الجوعِ الكسيح.
وأهربُ؛ لأعود أعلو .. أرى قائدي الطائراتِ يعجبون، لكن لا يأبهون بي، وأسمع القهقهة تعبر، وتصيحُ قِرَبُ الحديد، وتقوم من تحتي أسافل البيوت، وترتفعُ السقوف قليلا؛ ثمّ تهوي، وتتفتح علبا من جحيم.
أسقطُ أنا، أو أكاد، والحشد يهوي، ونتف الرغيف تغمست بالدماء، وأرى الأحلام كيف قبل الموتِ تنفصل، وكيف أنّ آخر ما تفعله الجثث؛ تتفتح، ثمّ تغمض .. كل جثة تطلقُ، والحلم يطير .. كنت ظننتُ الأحلام تحيا، وتحققتُ، رأيتُها حماما؛ قبل أن ترتدي ملامحها، ثمّ على ذات سيقان أصحابها تخطو، وأنا كنت هناك، ولم أدرِ؛ إن كنتُ أنا، أم حلمي الهائم على وجهه هناك.
عمر حمش
كاتب فلسطيني مقيم في غزة