محمد أبوعيد - ثائر الندى

يسابق اشتعالاته بجناح واحد

سقطت ظلاله في عين كافرة !؟

انكسرت همسات شاسعة العذوبة

كانت ملآنة بحقول الخمر

المسيجة بالنعاس الفاتن

قبل السقوط في دهشتين


كان يظن عبثاً

أن في أنفاس الليل المبللة بالظمأ

تحلق أسراب الشموع بالجنون الرائع

وأن تلك الهدهدات المتموجة

التي تحمل ينابيع الزهور

تذرف القبلات من هوة العناق

لتروي المساء بالهمسات الساحرة


المعبأ بالظلال وأناشيد السوسن

قبالة الطيور الشفيفة

السابحة في حفيف الاشتهاءات

كان مظلماً في الغرام ليس مرئياً للنهار

صعد على عطره الأعمى

يهلل ويكبر في الجمر المنصهر

استيقظت النجوم

سهرت الخمور في الأقداح


الليالي العارية الغابرة الغاربة

والظنون الغريبة المنقوعة في الأشواك

غاب عنها أن العازف الجميل

السائر على أوتار الأوردة والشرايين

نشر عساكر الهديل حول أسوار الضلوع

لحراسة قلبه القمري المضاء بغدير صاف

من مداهمات الانطفاء الطائش ؟


على جدران الأشجار القوية الجذور

والستائر المبقعة بحلوى المداعبات

بعينين متلألئتين عاليتين

حفر القبور الحية للأجنحة العمياء !؟

عل الأطلال ذات نغز تزور أغصانها الكالحة

وتقرأ على خيبتها فاتحة الدموع .....


ثائر الندى

تعلم من شمعة تائهة في الظلمات العقيمة

أن كل هديل ناصع عندما يتنفس عشقاً كبيراً

سيذهب بمحض نبضه إلى الموت الذي لا يموت


أيها السابح في العطور الآسنة

ضع حارساً أميناً على باب الوريد الأخضر

يسجل في دفاتر أظافرك كل أثر غاد أو رائح

هكذا تظل عالياً في ملكوتك ........


القمر في عليائه يرسم سقوف الخسوف

ليحجب ضوء الجمال عن الأمسيات المتقلبة

فلا تكن عكازاً مضيئاً لهشاشات الغموض

أغلق الماء وأبواب المصابيح

واجلس في عتمة أكثر صدقاً وجمالاً

من ضوء لا عقل فيه ولا حواس

صب الشعر في الليل

واشرب من صبرك الطيب

حتى يأتيك النديم .


محمد أبوعيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى