محمود سلطان - ليلة سفر..

لِمَ تبكينَ الآنَ.. غيَابيْ هَذي المرّةُ
لنْ يحرَمَني مِنكِ طوَيلا
فمَتىَ سَفريْ كانَ فِراقًا
ومتَيَ كانَ غِيَابي عنكِ رَحيِلا
إنَّ الأمرَ بسيطٌ جدًا
يا ليتَ تكفينَ قلِيلا
قد أخذَ الدّمعُ كثيرًا مِنْ كُحلِ الرِّمشينْ
فضَعي مِنْ قلمِ الكُحلِ ظِلالاً ونَخَيلا
والصّفصافَ أعِيدِيِهِ حولَ العينينِ حَريرًا
أو عُشبًا مَسدُولا
أرأيتِ إذا قلتُ الآنَ أنا غيّرتُ كَلامي
ألقي مِنْ يَدِكِ المَندِيلا
كمْ يبدو وَجهُكِ عِندَ بُكائكِ قَمَرًا
وَبوردِ الّليكِ مَشغُولا
أضَحَكتِ الآنَ.. ؟! فيَا اللهَ
كأنَّ "مَدينةِ نَصرٍ" قد رَقَصتْ
والضِّحكةُ رَنَّتْ حولَ السَّاقِ.. خَلاخِيلا

وقليلاتٌ هن اللاتي إذ يضحكْنَ
يُضاءُ الشّارعُ ليلتَهُ قِندِيلا

هلْ أطلبُ لكِ شَيئًا.. ؟
ما رأيُكِ في قِطعةِ كِيكٍ أو بِيتزا ؟
أو كَأسِ مِنْ "كُولا" .. ؟!
مَعذرةً.. مَعذرةً
أعرفُ أنْ قاطعتِ "الكُولا"
وأنا مِثلُكِ قاطعتُ "مَشَاريبَ" القَتَلَهْ
مَنْ قتلوا شَعبًا مَقتُولا
آهٍ يا سيّدتي.. يبدو أنّي..
قد ألغي سَفَري مَهْمَا قالوا أو ِقيلا
كُلُّ قراراتي في الحُبِّ جُنونٌ
وجَنَوني كانَ رِهَانًا مَعقولا

القاهرة/محمود سلطان/ قصيدة "ليلة سفر"

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى