محمد أبوعيد - بئر الأرض

ليس في قلبها مصباح
فلماذا يحفر في الدم مشكاة !
بصمت كامل غير منفصل
وقف بين شريان ووريد
يصطاد بعض الأنفاس ؟
يبدو في ظلماته العميقة جمرة حبلى
والنار الطفلة ستحتاج لمشكاة ترعاها
فلنخرج من رأسه ؛ لا شأن لنا
كل أعمى حر في مرآته ......
من المؤكد أنا كذلك وانتم أيضا
فكل حالم بالبشارات المنيرة
يبحث عن قوت وسادته في صناديق القصائد
أنا مثلاً ؟ أحب فتنة قصيرة طويلة الأشواك
في عينيها غدر كامل الأوصاف .......
لكنها كلما أشرقت في أصابعي
تتشجر أوراقي ؛ نايات وقيثارات
فتأتيني الظلال المبللة بالخشوع راكعة
أمد القصائد ؛ أقطف النجوم
آكل من نبضي شماعات شهية
وأعصر من المتاهات الصلبة أعذار الشروق
أعرف ؟ ما بين الحدثين شراب حلوه مر
إنما لا شيء آخر ! لا شيء في المرآة
يستحق أن يدونه الشعر في سجلات القصيد
غير هذا الوهم المربوط بالهواء الساحر
قصيدتي ؛ تعالي .. ها هنا ؟ خارج الأرض .....
نأخذ قسطاً من الاشتعالات الرائعة
نرتاح قليلاً في الذوبان الهادىء
كان حباً طويلاً صامتاً وشاقا
النجوم الآن مهيئة لتعزف جمراً رطيبا
فلنفترش السحاب الشاهق
بعينين وأذنين وشفتين
ونسامر الليل بالهمسات الخطيرة
دعينا نتلكأ فوق صراط القبلات الحارة
ولا نتنصت على الأسفل
لئلا نسقط في بئر الأرض
الصحراء في القاع حارقة
والعمر الرمادي لايملك دلوا آخر
يرفع الترانيم من بئر الأرض

محمد أبوعيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى