محمد أبوعيد - ضوء يتيم

إنكفأ لسان الحياة
جفت بحاره وأنهاره وأشجاره
في عينيها متاهات وغرق
فلا تنتظر موسم الأحلام
دمعة فوق الأزهار المذبوحة
حفرت القبور للمراكب
ونامت بدون وجه في الغروب
ضوء يتيم ........
في حانة النايات
شرب من نزف العواصف سلافة أطلال
وأغلق أذن الروح بالصخب الشديد ؟
حتى لا يسمع أغنية الرماد
فيما كان ومضى .... كانت الظهيرة
معبأة بالظلال ورائحة الليمون
وكان الهواء في القيثارات الصافيات
يملأ أغنياته بالأجنحة والينابيع
أما في الليل ........
كان المساء رائعاً للغاية
أتذكرين ؟
الأضواء العظيمة
وهي تخرج من القناديل في حشود منظمة
لتطفو في بحيرة الأمسيات الهادئة
كانت تقطع آلاف الارتعاشات
وتفجر شهقاتها تحت الأمطار
كي تبني نشيد السنابل في رئات العصافير
الآن ........
في هذا الحاضر المعدوم بالأصوات المقصوصة
نافذة بلهاء
تركت ستائرها الممسوسة بالأطياف المبهرة
وقفزت من الشروقات الخضراء
سقطت في اللامكان واللازمان
أصابتها النقرات السوداء بالغيوم الصلبة
ظلان تحت الأنين العالي
بدمعتين متعانقتين من خلاف
يتسلقان جبل المرار الشائك
ما سر هذا الصعود الهش ؟
لم أعد أعرف شيئاً !؟
دونما حلم الأحياء لايسكنون الأعالي
كن ميتاً يقظاً تعود الحياة بالشمس المنيرة
او كن صامتاً في الانتباهات
وادفن ظلك في الظلام

محمد أبوعيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى