علي محمد تيراب (علي المجينين) - أغني ولا يُهزّ العالم خاصرته

في هذه الآونة؛
وفي الآونة الماضية
وفي المثيولوجية الأُمدُر مانية القديمة
ظلّ "الاُمدرمانيون" يسيرون ببطءٍ؛
كالسّلاحف
سار البعض كمومياءات
زحف البعض الآخر؛
وجلس الكثيرون بلا خيار
وبابتسامات باهتة ومتشابهة
حلت الفاجعة كالبرق
ولم تتركُ متسعا للهرولة ..
.....
الغيمة السّوداء
أعلى سماء "أم دفسو"
تشبه الوحش
الغيمة السّوداء
تميمة للحظّ السّيئ
في ذاكرة الاطفال
والأشجار
وبيوت الطّين
وفناجين العرافات
..
..
في لحظة لم يدركها الصّمت
نظرت عجوز عمياء إلى الأعلى
وببصيرة القلب
قالت:
هذه الغيمة رُبما ستأكُلنا!
...
في هذا العالم الذي لا يهزّ خاصرته
لأغانيّ؛
لماذا يكلف الشّعراء دائما
بالبُكاء نيابة عن الحزينين؟!
في عالم يعترف بلغة المضغ
يمضغ بشهوة احلام الصّغار
عالم لا يحبّ المرح
يغني البُسطاء
يغني الحزينون
يغني من ارهقهم الصّمت
تغني الغانيات الحزينات
تغني الامهات البائسات
الأغاني اخر محاولة للكم العالم
أغني أنا
تسقط حنجرتي
يطلق العالم قهقهة عالية
ويبصق نوتة موسيقية عن السّلام
مضغها قديما
العالم لا يهزّ خاصرته لأغانيّ
لماذا حين يتألم
الشّاعر
والجندي
والموسيقى
والخباز
والنّادل
تسيل دموع الأمّهات؟!

علي المجينين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى