سيدة بن جازية - حفل وداع

أطير ثملة فوق الرياض
تستدعيني زهرات ندية
في دهشتها... تستيقظ الأمنيات

تتلمظ شفتاي أحلى الأطباق
تراودني كقصيدة عنيدة
و بعض الأوزان تتراقص
فعولن مفاعيل أنا بحر الطويل
يهزج الرجز كالبسيط و الخبب
صهيل الجياد المارقة
و سيوف صلاح الدين و أبناء المسلمين
تسقط الحروف، تلتقطها الأعباق
تتفتح كل البتلات تشرئب دون نواح
دون عويل دون صياح تعودت
تكشف للزوار الأسرار
تكسر عمدا كل الأقفال
تنبس بالدعاء

يزورني الإلهام محتشما
تتضح الرؤيا في غياهب الضباب
ينزل قبل البدء الستار
يصفق الجمهور بحماس
يقتل الفراش، في شرنقاتها
في اللحاف، في الظلام
حزنت الرياض في امتعاض
من يمتص الرحيق
من يزين الحديق
من يصنع قوس قزح
من يرتب الألوان
من يعدل النور ، يبعث الضياء
من يحسن التنسيق
من يعلمنا التزويق
لحن حزين التمسيق

رأيتهم يدفنون الحقيقة
يقطعون أوصالها
يطمسون الذكرى
في حريق شنيع
ترصده القنوات
تشتعل النيران في وهج بغيض
يحترق الشيطان و الكاهن و القس،
و راعي الأبقار
ينتحر الإمام والقبطان

فتبزغ البراعم خلف الجدران
ترقص حولها الأرواح
تختفي بعض الأشباح
تحترق الأشباه
وكل الكلام لم يعد مباح

تولد القصيدة ...
تتجمع في انتظام
تحترس من النظام
تكتب تاريخا دقيقا
لبطولة الفراش
لترسانة خرساء
تنزف جراحا أينعت ورودا
سقت سدودا
أغرقت كل العبيد
داست كل وليد، و وئيد

حفل التطهر من جديد يقام
يرقص فيه شهيد الطوفان
يطير بلا أجنحة
يزف بشرى الخلاص من بعيد
تتجمع بقايا الفراش
ترسم النصر المجيد
أحمر اللون شريد
سيدة بن جازية

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى