قصيده بلا عهد

قصيدة بلا عهد


تحت قبة السراب

كان يجلس مع وجهه يعلمه بلاغة الطير

وعبقرية السنابل في تأويل رؤيا انتحاب الفراشات

وكيف يربي دمه على زراعة الشموع في الليل ....


غارة ثلجية الأنياب اقتحمت مدينة الشمس

نهشت حديث الصباح وأجنحة النسمات

لم تترك من لحوم النهار غير عظام الظلام


كيف يكسوها ضوءا

كيف يعيد لشوارعه أشجار العسجد

الصوت معصوب الطريق

والهديل بلا دفء


الأمس رحل واليوم توقف عن السير

من يرسم ملامح الغد ؟

لم يكن يعلم أن قصيدته بلا عهد


مجرة الحنين في أوردته

مبللة بحرارة الورد والذكريات

فكلما دخل إلى قلبه بغتة

سمع الأزهار تذكرها

هالة مائية ناصعة الحنين


كيف يعلم بما تحت العشب من أدخنة وضوضاء

والغيب لم تفتح له الكتب أبواب المطالعات

ربما أغصان المساء الخالية من العصافير

أفضل كثيرا من السقوط في هاوية (لماذا) ....

الطريق صوب لماذا وعر جدا

عصي على فنون الجاذبية والمجاز


على الشاعر الشارد في فلوات اليسار

أن يسحب عطشه الجليل من عروق الماء

ويبني حضارة الصمت على شفتيه

أو يصنع عصفوراً من الحجر الكريم

أو يعلق أشعاره على أذن الخلاء


العيون حافية لا خدود لها ترتديها أقدام الدموع

علاقة الضد مع المضود معقدة الشعور

كعلاقة قشة مع غريقين

أو إبرام عهد مع مركب بلا مجذاف

كلاهما ينتهي به الأمر إلى الغرق


شهق في شعف الغروب حلمه العاري

حمل خيبته ودخل إلى رأسه من باب الشعر

برطيب الندى والنايات أحرق أشواك الذكريات


بوقار الظمأ الحليم خبأ الرماد خلف الظلام

فرد الشوق الأليم على ظله المكسور

وغفا متوسداً طعنات الغياب ......


محمد أبوعيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى