مديح الصادق - ثورةُ شّكٍّ... نصٌّ شِعري.

ما تحدَّرَ مِن جفنِها النَّاعسِ
قد كفْكفَتْ
وما على مَتنِي أوقفَتْ ما أطلقَتْ
مِن الزَّفرَات...
ما نظَمَتْ لي مِن قصائدِ شوقٍ حبَسَتْ
وناراً بما لِيَ أهدَتْ أضرَمَتْ
لم تُبقِ حرفاً ولا أبيَات
بأغلظِ الأيمانِ استحلفَتْني:
كمْ مِن النساءِ قبلِي عشِقْتَ؟
وكم مِنهنَّ لهنَّ قلتَ ما على صدرِي تلوْت؟
وهل ذقتَ شَهداً كذاكَ الذي مِن ثغرِي استقَيت؟
أسمِعتَ مِن واحدةٍ مِثلَ ما فيكَ
دواوينَ شِعرٍ، خواطرَ عِشقٍ كتبْت؟
نزفَ المِداد حتى دواتِيَ جفَّتْ
ومِن المعاجمِ في حقِّكَ الحروفُ
قد نفدتْ، واستعصَتْ الكلِمَات
بكأسِكَ قد سكبْتُ كأسِي، وثمِلنا
دولاً أسقطْنا وعُروشَاً، سلاطينَ
أوقفْنا القوانينَ، وخلَعْنا الحكومَات
بروضِكَ قد غرسْتُ شتلاتِي
بأطيبِ الثمارِ أثمرَتْ الشَّتلات
ما وُصفَتْ بهِ الجنائنُ عِشْنا
عسلاً رشفْنا، ومِن عذبِها ارتويْنا
فهلْ لي بقلبِكَ مَسْكنٌ لم يزَلْ؟
وإنْ كانَ إيْ؛ فكيفَ في بابِكَ
بالدَورِ تصطَفُّ الغانيات؟
بحضرتِها-مُجبراً- خرسْتُ وما أسعفَني
ما عليهِ مِن لُغةٍ تعكَّزْتُ
وما أحضرَتُ لِذا الموقفِ مِن
أبلغِ العبارَات...
ما بينَ جفنِي ترقرَقَ ما أغنَى
عن اليَمينِ، وما حفظْتُ مِن التَّوكيدِ
ومِن سبلِ الدِّفاعِ عَن الاتِّهامات
للصَّادقينَ في الحُبُّ أرقَى لُغةٍ
لا يفقهُ حرفَهم سِوى مَن كانَ مثلَهم صادقاً
يقرأُ ما في العُيونِ
وما على الجِّباهِ مرسومٌ مِن
الألغازِ والشَّفرَات...

مديح الصادق - كندا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى