لا تسألني

لا تسألني



كان دخاناً وكان مهولا

لكنه ليس من نسل النار

لقيط ؛ لا بحر له ولا ضفاف

جاء مجهولاً ورحل مجهولا

ازدحم الصمت في الحدقات

لأن عواصفك بلا مصباح

لن تعثر على قطعة الصوت الغريدة

انطفأ الشعر ؛ نامت القصائد

غرقت المدينة في الهواء العميق

وما بالليل حيلة

عتمة قانية وضباب مسحور

نايات تهبط من سحابات باردة

ليس بها نغمة جبريل

ولا نفحة اسرافيل !

أين تسكن الحياة ؟

أين يسكن الموت ؟

لا تسألني .........

كنت في حلم ما ؛ خارج الأرض

أنا لا أختلف عنك كثيراً

ربما تراني أملك مصباحاً

إنما أنظرني جيداً بكل شوراعك

مصباحي غريب جداً

ينام في الظلام ويستيقظ في النهار !

عادة يخرج بلا حقول

يختبىء خلف أشجار الشمس

ليلهو مع الأضواء الناعمة

إنه يراني من حيث لا أراه

لا شيء في الحنين يدفعنا للمرآة

فلنفتح أجفان الهمهمات

نستظل تحت قباب النعاس

ونستمتع بعروض الألم المدهش

لا تسألني ........

الصورة ممتلئة بالفراغ الشاهق

والشاطىء بعيد للغاية

قف فوق لسانك

وادفن زفيرك في الشفاه


محمدأبوعيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى