أسامة إسبر - كُتب علينا...

كُتبَ علينا أن نزور أمكنةً جديدة
أن نعبرَ رجال الحدود
بوجوههم المزوّرة
وهم يدسّون النقود في جيوبهم
سائقي سيارات أجرة يوزّعون الصدقات
على الحواجز
ورجال دركٍ ببزاتهم الأمريكية
ونظراتهم المموهة.
الأفق بنادق تتدلى على الأكتاف
لا ترى المدينة إلا بفوهاتها
قبعات رجال شرطة
تنمو كالفطر في الضباب
رايات احتُطبت أرزاتها ونجومها وألوانها
حقول بطاطا بتخومها من الأكياس البلاستيكية
وعلب المارلبورو الفارغة
وظلال لوحات الإعلانات على الطريق السريع.
كُتب علينا أن نرى أشجاراً تعمّر أكثر من جيلنا
أن نودّع أصدقاءنا في ليل
ضيّع روحه في أسلاك الكهرباء.
كُتب علينا أن نعبر الحدود
أن نسكن في المصادفة
أن نغفو كإصبعٍ على وتر الضوء
أن نسمع موسيقى الأمواج
ونترجمها إلى لغة تضلّل الحنين.
كُتب علينا أن نزور أمكنة جديدة
عارفين أننا يجب أن نعبر المزيد من الحدود
بعد أن نخرج من أنفسنا في ضوء
تحلبه البراري بأصابعها الخضراء
من ضروع الغابات.
كُتب علينا أن نعيش
في وعْد النسمة البحرية
وفي عراء عصْفها
منسيين إلا أننا نعرف أنفسنا
نسمع ضربات قلوبنا في صدر المدينة
نتعرف عليها وهي تدغدغ آذاننا
على شاطئ المحيط
في نهار تحمله الأمواج
وتبعثره في الليل
كي تذكّره الأضواء بوعده.
ولم يكن وعدنا وعداً
كان مجرّد كلمات
تُشعل الجمر تحت أصابعنا
ونحن نحصي الساعات
خائفين أن تنفذ منا
ولم نصل بعد إلى أي شي.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى