سَأعتَـني بــكِ

سَأعتَـني بــكِ

سَأعتَني بكِ
بشَرائطكِ الحَريريَّة
بِعُشبكِ النّاعم الزّبرجَدي
بمَلائكتكِ اللَّيليِّين الأوفيّاء
لكُل أصْدقائي الغَرقى في صَمت منافيهمْ
في حَطبِ ذِكرياتهمْ ، وغاباتِ وَهمهِم
ولكُل الدُّروب الَّتي تُضيءُ بجُثتٍ تَقيَّـأتِ الدّمْ
سأعتَني ببياضكِ الضّائعِ في هذا العالمْ
بيَاضكِ الذِي يَفوحُ بالجمال
يَرفعُني فأصفُو وأشـعّ
سأعتَني بكِ
كمَا أعتَني بكهولتي المُتعبَة
وبهواجسِي الَّتي سَتظلُّ في العتمَة
وعُذراً
سَأكتبكِ بما تبقّى فيَّ منْ سُخام
بوَميض فراغات
أمشي بها ،ولا أحدَ يراها
برهبَة مسافر احتضنَ الأمواجَ والسَّحاب
بشارة النَّصر تخطو ، وترفضُ أن تنكَسر
سَأعتَني بك
كما أعتَني بواقفِين مَنحوني الضَّوء
وتَعرَّفتُ عليَّ فيهمْ
وسأكتُبكِ كمَا أحبُّكِ
قَوسَ ماء يَحمينِي من كُل وَقتٍ يَنقضِي
وعليَّ أنْ أُحبَّكِ ثَانيةً
علَى طريقَة أطفالٍ وَحيدِين
أغلقُوا النَّوافذَ والأبواب ،وجَلسوا مُنتظرينَ اللَّه
حتَّى ناموا ..
فـجـَاءتهُم صواريخ " إم كيه "
سأعتَني بكِ
بكلِّ عابر رمى روحَه في مهاويك
بعينَيكِ المَفتوحتَين ،علَى هوَس الصَّباح ،
تُعدّان لي وهْميَ الجَميل
وأشرعةً من زَمني المَنسيّ
أخوضُ بها معاركي ،
لأحتَفيَ بشَمسي قَليلاً،بموَّال نَهرٍلمْ أُشفَ منه
وعُذراً
سَأكتبكِ بمَا تبقَّى فيَّ من سُخام
خَارجَ الطَّقس أمْشي وأُصْغي لإشَارات المتاه
سَمعِـي في الخُطوة الثَّالثَة إلاَّصَمت
بعدَ رصاصَتين وسكِّين
بينَ حَرب وذكرى حَرب
رئَـتي مَثقوبَة
لذَا لا أختارُ سَطراً لكَي أكون
أتوجَّهُ مُنجَذباً بك إليَّ
ِإلى بيَاضكِ الأعمَق
كأثَرٍ في جَمرةٍ خَفيَّة
كمُوسيقى تَتلاشَى في العبور إلى صُورها الدَّفينَة
تَشتبكُ بالأنـفاس ، تَحتَرق وهيَ تَحلمُ بالشِّفاه
وتَرتسمُ بالسُّخام

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى