فوز حمزة - المعطف...

بلهفة ..
أزحتُ ستائر نافذتي .. الحديقة البيضاء .. وأغصان الأشجار المرتجفة وهي تحمل أكوام الثلج.. وذلك الصوت الذي يبعث في نفسي الوحشة .. جعلني أشعر باليأسِ من رؤيته اليوم .. لكن نباح كلبه جعل الأمل يدبُ فيّ من جديد .. كم يبدو أنيقًا وسيمًا بمعطفه الأسود ذي الأزرار البراقة كمعطف أبي وكتابه البني الذي يشبه كتاب أبي .. أنشغل قليلًا بملاطفة الكلب الذي لم يكن يشبه كلب أبي!
السبت .. الثامنة وعشر دقائق .. فصل الربيع ..
بلهفة ..
أزحتُ ستائر نافذتي .. ما بين قطرات الندى المتناثرة على الزجاج..رسمت قلبًا صغيرًا .. الشمس اليوم تبعث الدفء في الحقول .. افترش ضياؤها أرض الحديقة فبدت شديدة الخضرة براقة ..
تهافتت الأغصان مع نسائم عليلة هب عليها ذلك الصباح .. العصافير والطيور منشغلة بنقل الأسرار بين الأشجار وقد استحوذ الترقب عينيّ ..
ها قد وصل يسبقه كلبه .. كم يبدو أنيقًا بمعطفه الأسود ذي الأزرار البراقة كمعطف أبي .. اتخذ مجلسه المعتاد من الحديقة ..
أخرج كتابه البني الذي يشبه كتاب أبي .. قرأ فيه قليلًا ثم انشغل عنه بملاطفة كلبه.. كم كرهت الكلب لأنه لم يكن يشبه كلب أبي!
الأربعاء .. الثامنة وخمسة وعشرون دقيقة .. فصل الصيف ..
بلهفة..
أزحتُ ستائر نافذتي .. ها قد وصل يسبقه كلبه .. كم هو !!! لكن ..
أين معطفه الأسود ذي الأزرار البراقة الذي يشبه معطف أبي؟! لا أرى كتابه البني الذي يشبه كتاب أبي .. فقط هو وكلبه الذي لايشبه كلب أبي
أين أبي ؟!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى