محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - في الشفاه الملساء التي استظلت بروج احمر، من همجية الغروب

في الشفاه الملساء التي استظلت بروج احمر، من همجية الغروب
ونامت على شهوة
في ذكرى الليلة التي لم انم فيها تلك
الليلة التي
قرأت الخبر في الصحيفة
أنني وُجدت في احد المراحيض مطعوناً بذكرى اُنثى
لقد كُنت شاباً يافع
لنرثي ذلك الشاب الذي طال كثيراً
حتى أنه حين ولج الى غرفته
نزع السقف
ذكرى الشاب الذي ترهل فراشه من فرط ما إلتهم نساء ذوات شحوم حزينة
ذكرى شاب
حمل رأسه قبل نزاله بالسيف مع شجرة نيم
مُستسلماً
قال وهو يترك رأسه للعصافير، لتخبئ في الجمجمة قمحاتها التي سطت عليها من فم طفل
إنه رأسي
عنيد قليلاً
لكن يمكن اخراسه بقبعة
اعود الآن الى الشاعر
الذي يُرثيني
بلفظ الآخر
نقود اخر جولاتنا في البكاء
ونتذكر اعشاش قديمة، حين كنا بيوض، وكان العالم ريش نعام
حين كنا بِرك سعيدة
وكان العالم، شريكاً للوقت
يعملان باعة متجولين، يببعوننا الطحلب والضفادع، وايادي لتخبئ الانوف من شراهة الرائحة
حين كُنا محض قلوب محبة
وكان العالم الطلقات الوحيدة والحزينة، التي تختبئ في القلوب
لماذا مُتْ
صغيراً هكذاّ
انا الذي بلغت عمر الفراشة لتوي
لماذا خانتني الزهور
بالتواطئ مع الزبول
لماذا مُتْ حزيناً هكذا ؟
انا الذي سرقت كل ضحكات الاطفال،من المراجيح، من دغدغات امهاتهم و من احذية العسكر
كيف انتهيت
في حِجر أرملة تعيسة
تمارس الجنس
و في يدها صورة زوجها المتلصص علينا، من بين اقمصة الريح
لماذا مُتْ وحيداً هكذا
انا الذي عندما ولدت وزعت حياتي للاخرين
محتفياً بي
وزعته
لم يبقى لي حتى متسع لصرخة، وقضمة ثدي
اُرثي انا الشاعر
ذلك الاخر الذي نفث في رماده كل النساء القديمات
لينمو
في حياة اخرى
احمر شفاه
او فستان
او حتى شجرة اُنثوية المواسم
في الحياة القادمة اقول للفقيد الذي هو انا
في حياة اخرى
كُن باباً
باب فحسب
كلما اشتدت عليك الطرقات
انفتح
لتعبر الخدوش
سالمة من أي قُفل
#عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى