محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - تنام اليقظة متأخرة

تنام اليقظة متأخرة
دون أن تشرب كوب الحليب
يستيقظ النوم حتى السابعة ظلاً
واُغنيتي المُفضلة
في مشغل الصوت
تكح
حين تطرقها رعشة برد
حين تُصاب بالزكام
هكذا اقرأ تجاعيد الغُرفة
رجل في مفترق امرأة
يكنس ليله من جسدها الطافح بالنداءآت المزيفة
النداءآت التي تعبر كهسهة ريح على كومة قش
كزحف أفعى على اقصاب شرسة
كقضم جرذ
لقطعة خبز جافة
أسمع الريح تعبث بالطست الحديدي في الخارج
اقول
( ربما أنتِ تغادرين الذاكرة )
تُطن في اُذني باعوضة
اهمس في اذني الاخرى
ربما تغنين الليالي الباردة
تُغنين
لرجل آخر
لجريح آخر
وتمرنين غابة كاملة، على تقليد تابوت
تستيقظ اليقظة، تتثائب قليلاً
تفسح للنوم متسع لينام
اما أنا
صاحب الفِراش
الرئيس الذي عينهم موظفين لليل
اُحال الى المقعد
أرتشف خمري
وافك ألغاز الريح
تلك التي ترسلها بليونة حادة
كأنها تختبر فيني الشبق الفكاهي
الكوميديا البيضاء للفقدان
أراكِ
كما كنتِ من قبل
في ذات قطرة مطر
حين قاطعتي قطرتين يُدردشان اسرار الصيف
ويكيلان النميمة للريح
اراكِ كما كنتِ من قبل
تُجرين سرب النظرات نحو المقهى
وتجلسين في المقعد المجاور
معبئة بالطُرق والرجال
اراكِ كما كنتِ تنسلين كالبخار من فُتحة القميص
تقبضين على أرتباك الصدر
وتتمردغين في زغب الورك
وتحلُمين
بمروج صديقة للجسد
اراكِ
انا الشاعر الهزيل
ترتكبين على النهر، إغواء مِركب
يرمقك النهر بالموج والصيادين، و غضب الرمل
لكنكِ تواصلين الإبتعاد
كما تفعلين الآن
كما كنتِ تفعلين منذ الأزل
كما سوف تفعلين حتى الأبد
مُسافرة أبدية
في جموح الرجال
#عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى