إبراهيم محمود - الصّرماية " نص "

كيف يمكن الحديث عن شعوب
يتم التعامل معها بالصرماية
صرماية المقتدر،
المتنفذ،
المأخوذ بالقوة من جهة
والشعب في رأس
تعلوه الصرماية
ويُهدَّد بالصرماية
ويُداس بالصرماية
ويُرمى بالصرماية
ويطارد بالصرماية
ويؤتى على ذكره فعلاً بالصرماية
فأي إرادة حياة في شعب
يُتوَّج بالصرماية
وتُحجَب عنه الحياة
أي حياة يُشاد بها
يقال له بالمفرد الهزيل:
بالصرماية إذا قيل عن أنه في بؤس حال
بالصرماية إذا أراد أن يعبّر عن وضعه البائس
بالصرماية إذا طالب بالحد الأدنى من حقوقه
بالصرماية إذا سمى نفسه إنسانياً
شعب يُعرَف ويعرَّف بالصرماية
أي حدود تخصّص له وتليق به
أي أرض تسوى وتتناسب ومقامه صرماياتي
أي حرية يستحقها وبصوته المسموع والصرماية تواجهه
شعب يستيقظ تحت وطأة الصرماية
في هذه البلاد الواسعة الضيفة جداً
شعب ينام مكرهاً وفوق هامته تكون الصرماية
شعب يبصر طريقه والصرماية في وجهه
شعب يأكل طعاماً والصرماية تجاور فمه
شعب يشرب ماء والصرماية تضغط على يافوخه
شعب يضحك قهراً والصرماية مشدودة على رأسه
شعب ما أن يفتح فمه
حتى تُدفَع صرامة في فمه حتى مجرى التنفس
تاريخ شعب ملخَّص في صرماية
يكتب شاعر مقهور حتى الأعماق:
سأنحني أمامك يا وطني
رغم امتلائي بالذل باسمك
مادام اسمك عالياً
إنما كيف أنحني أمامك
وثمة صرماية باسمك تدوس على رقبتي
صرماية من يتحدث باسمك
وثمة صرماية تعلو رأسه
ويتباهى بالصرماية التي تلتصق برقبته
بأي وجه سأنظر في المرآة
وأنت ماثل أمامي بسلسلة من الصرامي
وكلها تستهدف اسمك
محتواك
معنى وجودك
كيف أجد قابلية في نفسي بالسجود لك
وقد صودر منك ظلك
وليس هناك سوى ظل صرماية
يستغرق حدودك أرضاً وسماء
يترنم مغنّ باسم الوطن:
كم أنت عزيز يا وطن
إنما أي عزة هذه التي تكون الصرماية في واجهته
أي شعور بالكرامة وصرامة مسننة مغروسة
في النخاع الشوكي
أي إحساس بالشرف والصرماية تمرّغك
في الرماد المتجلد للتاريخ
كيف لي أن أترنم باسمك وطناً
وأنّى الفتُ تكون الصرماية دائرة
كيف... كيف.... كيف ..؟

===
م: من المعروف أن " الصرماية " تعني الحذاء أو الجذمة أو القندرة.. وهي سوقية..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى