عبدالكريم الناعم - أجراسٌ بغيرِ قافِلَه...

جَرَسُ الهاتفِ يَعْوي
في فضاءٍ من نُحاسْ
مَنْ تُرى يُدْلي بِغُصْنٍ مِن خَضيرٍ
بازِغِ النُّضْرةِ في هذا اليباسْ ؟!!
جَرَسُ الهاتفِ يَعوي ،
لنْ أَرُدّْ
منذُ أَنْ أُقْفِلَتِ الآفاقُ
واكْتَظّتْ جُذاذاتُ الهواءِ المُرِّ
بالمُزِّ ، الْجُذاذاتُ على بوّابةِ الخوْفِ
المُحمّى دونَ حدّْ
جَرَسُ الهاتفِ يعوي ،
لن أَرُدّْ
يتمادى الصّوْتُ ،
ذرّاتُ الهواءْ
تتلظّى،
جَرسُ اللّحْظَةِ يعدو في سديمٍ
من عُواءْ
لنْ أَردّْ
تُلْحِفُ الأجراسُ ، تَشتدُّ ،
اشْتعالٌ في الرّنينْ
لن أردّْ
خَذَلّتْني زهرةُ الصّبرِ ،
اشْتعالٌ في اليدينْ
سأردّْ
-" ألو نعمْ "
-" أتَجيءْ " ؟
-"أعْذروني "
-" لماذا "؟!!
-" تَدْخُلُ اللّحظةُ في الموْتِ
على كفِّ السنينْ..
قبلَ أنْ نَفْتَتِحَ البُرْهَةَ ،
خمرٌ ، وطعامٌ ، وعيونٌ
تَخْتفي خلفَ معانيها ،
انْكِسارٌ في القناني ،
وهمومُ اليومِ...
ما اااااا أكْثَرَها !!
لم يَبْقَ ما يُبْهِجُ فاعْذرني ،
سآوي للصّدى المُرِّ الحزينْ "
أَغْلَقَ السّمّاعةَ ،
الصَّمْتُ اكتشافٌ ‘
وبلادٌ لم أكنْ أَعْرفُها ،
خُذني بعيداً أيّها الصّمتُ
إلى العُزْلَةِ والصُّفْرَةِ خُذني
لِمَواتِ الصّمتِ قَهْراً ،
لِبلادِ تَحْفُرُ الأنفاقَ
كي يُدْخِلنا فيها العدوّْ
لصحارى تُنْبِتُ السُّلْوانَ
من غيرِ سُلُوّْ
كِدْتُ أنْ أَخْلدَ للصّمتِ المُسَمَّمْ
مرّةً أُخرى هو الهاتفُ يَعْوي ،
يَفْرُدُ الأسودُ سُجّادَ لياليهِ
ويمشي دونَ ضدّْ
جَرسُ الهاتفِ لا يَسْكتُ،
شَعَّتْ لَوْحةُ الكاشفِ،
هذي وَعْلَةُ الرّوحِ
على الحدِّ المُفَغَّمْ
-" ألو نعم "
-"أتجيءْ" ؟
-" آهِ يا نَخلةَ روحي
آنَ تَستافُ البلادُ الخيْبَةَ الكبرى
يعودُ الوعْلُ مكسوراً
إلى الكهفِ المُعَتَّمْ
فاعذُريني.. "
جرسُ الهاتفِ كَفّْ
عُزْلةٌ
صمتٌ
ثَوانٍ
منْ
خَزَفْ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى