حكايات البحر

حكايات البحر
قصة قصيرة :
بقلم محمد محمود غدية /مصر
أقصد البحر كل يوم، أحاكيه وأبحر معه ويقترب مني يصافحني، عبر موجات متلاحقة هبت لإحتضاني، عرقلتها صخور الشاطيء،
يخاطبني البحر : يالها من ريح طيبة التى جاءت بك عندنا، يسألني عن الجميلة صاحبة البسمة المشرقة، ذات الوجه الخمري المتقد،
التي كانت تصاحبني ؟
أسترجع الأمس الجميل، حيث اليرقات الجميلة والنسمات الحلوة تداعب القلب، فترسم فيه وشما لا يحاكيه وشما وأبدا لا يمحى، خلق الحب لإسعاد القليلين، ولشقاء الكثيرين مثلي،
معذرة يابحر أن جئتك وأنت غاضب، رأيت أمواجك ترتجف من البرد،
حتى المدينة بكاملها مغلفة بصقيع الشتاء، لاتسألني عن صاحبة القصائد المطرزة بأضواء القمر، ساأحكي لك أيها البحر :
إلتقينا منذ الفرقة الأولى فى مدرجات الجامعة، وتوجنا حبنا بخطبتها، كنت أراها مثل راقصة الباليه، التي لو سارت على أصابع قدميها، لزلزلت الكرة الأرضية بساكنيها، فجرت بداخلي شيطان الشعر، فكتبت فيها أجمل القصائد، وأبقيت فى قلبي قصيدة، لم أكتبها ولم ينطق بها لساني، لأنني كنت على يقين أنها القصيدة التي لا تضارعها كل قصائد العالم، والتي مازالت حتى اللحظة، لا تهدا نارها
ولا يخبو دخانها، حتى كانت سنوات التخرج، وجدتها تعيد إلي خاتم الخطوبة، تكفيها سنوات أربعة، وهى ليست مستعدة لسنوات وسنوات دون زواج، وهناك الآخر الجاهز الذى لن يبقيها على مشواة الإنتظار، وقد وافقت هى والأسرة بالإجماع عليه قلت : عندما تعيدين النظر فى الأمر، وتغيرين رأيك لا تعودي، سيكون الوقت قد تأخر،
قال البحر : أنت بحاجة لمسكن ما، لكلام يدفئك فى صقيع وحدتك ووحشة خيباتك، حتى لو كان كلاما زائفا، إبكي فدموعك وحدها، هى السائل السحري، الذي ينزلق على جروح روحك فيشفيها ويلحم تصدعاتها ،
لا تنسى أن تخبرني بجديدك،
لا تلوم الحب، وإنما من أحببت، لأن الحب له قدسية عظمى، وهو من يجعل الوجود جميلا .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى