مبارك وساط (شاعر غبار الأرض ووهجِ الأفق) - والتّفّاحة في يدي...

كيف يُمكنني أن أشعل السيجارة،

وكلّ القدّاحات تَخَفّـتْ في رُدنيك، مُـذ رأيتِ في الحلم أنك تُحرقين خدِّي.

بالأمس، كنّا في الطريق إلى عيادة الطبيب، ومرّ أمامنا صديقي المجنون، وكان يكرّر: النّحلة تحت السّاطور، النّحلة تحت السّاطور، وشعرتُ أنّي سأبكي أو أضحك، لكنه اختفــى سريعاً، وكان دمٌ ينسابُ من الحُقن التــي تَخبّ جنب أقدامنا، والطّقس بداخل آذان الكلاب يتحوَّل من فاتر إلى شديــد البرودة، وفي الأعلى، عين الرعد تتّسع وتتّسِع.

لماذا تريدين إحراق خدِّي؟

مسحتُ أعصابي بإسفنجة كما يفعلون أحياناً بأعصاب السيارات ثم وجدنا نفسينا على الشاطئ، وأردْنا أن نتأمل البحر. لكنْ لم يكن قد بقي منه إلا سبعُ موجات عجاف، يَحملن في مقاعدهن الخلفية سبع نساء ضاحكات. إلى أين يتّجهن بهن؟ في كفّ كل امرأة شمعدان. وفي الجُحور القريبة، سَقط مطر على الفـئـران. وكان هنالك من يَطوي البُـسُـط ويَفْرشُ الصرخات.

والتفاحة في يدي تكاد تختنق. ويدكِ تعبــثُ بشعري.

الطبيب قال لا تركبا، بعدُ، سيارة جريحة.







تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى