محمد محمود غدية - قهوة مرة

دع عن قلبك المكابرة،
وإلحق بمحبوبتك قبل أن يبتلعها الزحام، وتتوه فى الشوارع والمنعطفات، إنها ليست مجرد امراة وحسب،
بل امرأة وحقبة عمر، معها عرفت معنى السكر دون خمر، هدمت كل أسوار الحزن المحيطة بك،
قالت : أحبك
بعدها توارت النجوم والشموس والأقمار خجلى، وبقيت السماء عارية إلا منك ومنها، ثمة كلمات أقدس من حدائق الورد، قبلها كنت روح هائمة، تبحث عن نصفها الفعال، أجهدك الدوران كثيرا حول المجرات وفى المحيطات، وحين وجدتها، إستكانت روحك وهدأت، هديتك القادمة لها كتاب الحب، كيف تحب وكيف ترد الروح إلى الملهوف ؟
دونها يذبل الورد، ويجف ثمر البرتقال، ويطوف الألم بالبيت، ويعشش فى أركانه، مثل خيوط العنكبوت، إتبع آثار خطاها فوق رصيف الأشواق، الذى ينتهي بك حيث المقهى الذى يجمعكما، تحتسي القهوة المرة، وتكتب شعرا بمداد الألم، الذي لحق بالروح وجثم فوقها، ونشب فيها مخالبه الجارحة، السماء أربدت وشاركتها الغيوم الكثيفة، وأوشكت على البكاء، كانت بمثابة معطفك ومظلتك وقت المطر، رائحتها مازالت عالقة بأثوابك،
عانق كفيها، لتستكين كما الطائرالصغير، وراقبا الشمس وهى تلملم أثوابها للغروب، وتؤسس لوداع ما، لا تقسو عليها، مازالت صغيرة تخاف الحب، و يظل الخوف هو العائق الأكبر، أمام تحقيق الأشياء العظيمة، إكتشفت فى إعتذاراته، أن صوته يطري النهارات، ويزيل خشونتها،
وكأن صفاء الكون قد تجمع كله ليشع من عينيها، فى بهاء
أدهشه، أنه فى حضرة المرأة السحر فى هذا العالم .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى