تناثرت شائعة وراء أخرى أن رجلا بكفه الأيمن ستة أصابع، تتدلى من رقبته مسبحة، وجهه يتوقد جمرا، يعبر النهر قفزا، تجري وراءه الأسماك والعصافير تفر منه أسراب اليمام، ينام في جحر الديك، حين يأتي زمانه تكون النسوة في البلاد يتعاركن أيتهن تحتاز زوجا، ليست هذه كل صفته بل تبقى بعضا منها، ففي أنفه حبل يتدلى، يتطوح يمنة ويسرة، يحمل في جلبابه حبات النعناع وسكر البنات.
يجمع الناس حوله في الزاوية ومن ثم يحكي عن أشياء ستأتي في الأيام المقبلة، سمكة تطير وبقرة تغوص حبة القمح يحملها الشيخ هنداوي فوق جمله الأحمر، أقسموا أنه سيحمل كسوة الكعبة ومن يومها يتبارك ن به، نذر كل واحد منهم كفا من فول وربع كيلة من قمح، ولم لا؟
سيخطوا مزهوا في بلاد الحجاز، حين يعود سيكسونه بثوب أخضر ويطوقون رقبته بشال أبيض، ربما يغتاظ منه جمل السنباطي، حذرهم الصاوي البنا جدي من تلك الأوهام يصنعها الذين يختزنون القمح والشعير في دوار الوسية،
بدأت تلك الحكاية تتناثر من فم لآخر؛ لايعقل أن يتكتم هؤلاء خبرا مثل هذا. توافد الدراويش من كل مكان إلى كفر المنسي أبو قتب ليس هذا كل ما قيل، فقد أضاف إليه كل ناقل للكلام جزءا، عمنا أبو طيفة بدوره يساهم في تسلية الجوعى الذين يشتهون أرغفة الخبز، فقد وعدهم بأن الخياطين سيخيطون ثيابا من العبك والدبلان مصبوغة الزرقة تشبه ماء النيل، امتلأت أفواه هؤلاء بأرطال من الذباب تطن.
لم يكتف هؤلاء بالحديث بل يخرجون صباح كل يوم قد حملوا الآنية والمواعين يشتهون طعاما يحلمون بثياب تستر أجسادهم العارية حتى تظنها أشبه بخيال المآته ينصبون ليخيف الغربان أن تخرج الحب من الأرض.
تنقل تلك الشائعة لساكن الدوار فيبلغ به الضحك منتهاه.
مضت سنوات مايزال هؤلاء في ذلك العبث.
يجتمعون كل آونة يسبحون في وهم يمتد، حين جاء فجر يوم الجمعة اليتيمة لم يسمعوا غير نباح الكلاب، بحثوا عن أبوطيفة فلم يجدوا غير ثيابه ملقاة عند ضفة النهر قبالة موردة الشيخ صفوان قد افترستها أطماع الذين سدوا عين النهر، بأعمدة من حجر كأنها الأصنام. لم تمطر السماء غير رعد يصم الآذان وبرق يخطف ابصارهم.
برك جمل الشيخ هنداوي فقد أصابه الهزال، لم تخرج من جوف النهر السمكة تزن رطلا ونصف، حتى حبات القمح سرح بها السوس.
يجمع الناس حوله في الزاوية ومن ثم يحكي عن أشياء ستأتي في الأيام المقبلة، سمكة تطير وبقرة تغوص حبة القمح يحملها الشيخ هنداوي فوق جمله الأحمر، أقسموا أنه سيحمل كسوة الكعبة ومن يومها يتبارك ن به، نذر كل واحد منهم كفا من فول وربع كيلة من قمح، ولم لا؟
سيخطوا مزهوا في بلاد الحجاز، حين يعود سيكسونه بثوب أخضر ويطوقون رقبته بشال أبيض، ربما يغتاظ منه جمل السنباطي، حذرهم الصاوي البنا جدي من تلك الأوهام يصنعها الذين يختزنون القمح والشعير في دوار الوسية،
بدأت تلك الحكاية تتناثر من فم لآخر؛ لايعقل أن يتكتم هؤلاء خبرا مثل هذا. توافد الدراويش من كل مكان إلى كفر المنسي أبو قتب ليس هذا كل ما قيل، فقد أضاف إليه كل ناقل للكلام جزءا، عمنا أبو طيفة بدوره يساهم في تسلية الجوعى الذين يشتهون أرغفة الخبز، فقد وعدهم بأن الخياطين سيخيطون ثيابا من العبك والدبلان مصبوغة الزرقة تشبه ماء النيل، امتلأت أفواه هؤلاء بأرطال من الذباب تطن.
لم يكتف هؤلاء بالحديث بل يخرجون صباح كل يوم قد حملوا الآنية والمواعين يشتهون طعاما يحلمون بثياب تستر أجسادهم العارية حتى تظنها أشبه بخيال المآته ينصبون ليخيف الغربان أن تخرج الحب من الأرض.
تنقل تلك الشائعة لساكن الدوار فيبلغ به الضحك منتهاه.
مضت سنوات مايزال هؤلاء في ذلك العبث.
يجتمعون كل آونة يسبحون في وهم يمتد، حين جاء فجر يوم الجمعة اليتيمة لم يسمعوا غير نباح الكلاب، بحثوا عن أبوطيفة فلم يجدوا غير ثيابه ملقاة عند ضفة النهر قبالة موردة الشيخ صفوان قد افترستها أطماع الذين سدوا عين النهر، بأعمدة من حجر كأنها الأصنام. لم تمطر السماء غير رعد يصم الآذان وبرق يخطف ابصارهم.
برك جمل الشيخ هنداوي فقد أصابه الهزال، لم تخرج من جوف النهر السمكة تزن رطلا ونصف، حتى حبات القمح سرح بها السوس.
