رزقني الله بعمل إضافي قبل عيد الأضحى بأيام قليلة، سعدت بهذا الرزق ليس من أجلي، ولكن من أجل إسعاد أبنائي، وأدخال الفرحة في قلوبهم، لأنني سوف أشتري لهم لحمة العيد من عند الجزار، كم كانوا يتمنوا هذا من قبل.
لقد سئموا لحوم الدجاج في عيد الاضحى، واللحوم المجمدة، التي كنت اشتريها لهم في الأعياد؛
لأنني عامل يومية بسيط.
ذهبت الي المنزل بعد الإنتهاء من عملي، وجدت أولادي في انتظاري، كي أكمل بهجتهم، واشتري لهم كل طلباتهم، بما فيها لحمة العيد من عند الجزار.
لقد طال انتظارهم للتعرف علي هذا الطعام، بل ارادوا النيل منها، والتي يسيل لعابهم بمجرد ذكر اسمها امامهم، ولأنني قد وعدتهم أن اشتريها لهم عندما يمن الله علي بثمنها؛ لأن قروشي القليلة التي اكسبها من عملي كعامل يومية لا تكفي لسد حاجتهم الأساسية، الخبز، الخضار.
في بعض الأحيان كنت
أعمل لساعات متأخرة من الليل، عندما يأتينا إيصال نور أو مياة أو غاز، أو عندما يحتاج أحد الأبناء مصاريف للدرس، أو أن يكون أحدهم قد تمزق حذائه ولا يجدي معه التصليح.
قابلني أولادي بضحكات سعيدة
- بابا جه، بابا جه.
نسيت اجهادي مع هذه السعادة، سعدت لسعادتهم لأنني لأول مرة سوف أحقق لهم ما تمنوا.
بدلت ثياب العمل في برهة، وخرجت بصحبتهم مسرعاً، اشتريت لهم كل ما طلبوه، وفي النهاية أخذتهم عند الجزار، وقفوا مشدوهين، مثبتين أنظارهم علي اللحوم والجزار والزحمة المفرطة علية، يمطون شفاههم بسعادة وفخر، أنهم يشترون اللحم من عند الجزار.
مر من امامهم أحد اصدقائهم نظروا إليه شزرا، ثم أكملوا المشاهدة.
اشتريت لهم اللحم الضاني من الجزار.
في الصباح أرتدى كلا منهم ثيابة الجديدة، فارحين مهللين، ودلفوا الى حجرتي يقبلون جبهتي ويدي ويدعون لي، وأنا اقبلهم واضع في ايديهم العيدية.
احسست بسعادة تغمرني وتنتشل أي أرهاق أو تعب قد ألم بي، نتيجة ساعات العمل الأضافية من أجل زيادة قروشي القليلة.
أعدت زوجتي طعام الأفطار وتحلقنا جميعاً أمام المائدة، مثبتين أنظارنا علي اللحمة التي سوف يتعرفوا عليها للمرة الأولى، و التي كانوا يتمنوا مراراً أن يتعرفوا عليها.
كان طعام الإفطار فتة باللحم، أكل كلاً منا الفتة ووزعت زوجتي علينا اللحمة، كلما تضع زوجتي قطعة أمام أحد الأبناء ينظر إليها بدهشة، يقربها من فيه ثم يعيدها أمامة.
وعندما رايتها في ايديهم وجدت زوجتي تمط شفتيها وتحدثني في همس
- لقد خدعك الجزار، قطعها لك معظمها عظام وسمينة.
فلفظها الأبناء معللين لا نريد لحمة الجزار.
دلفت دمعة حزينة من عيني ، فلمحها الأبناء، علي الفور التقط الأبناء اللحمة قضم كلا منهم قضمة مع ابتسامة مصطنعة محدثين
- لا لا يا أبي أنها جميلة
فاطمة مندي
لقد سئموا لحوم الدجاج في عيد الاضحى، واللحوم المجمدة، التي كنت اشتريها لهم في الأعياد؛
لأنني عامل يومية بسيط.
ذهبت الي المنزل بعد الإنتهاء من عملي، وجدت أولادي في انتظاري، كي أكمل بهجتهم، واشتري لهم كل طلباتهم، بما فيها لحمة العيد من عند الجزار.
لقد طال انتظارهم للتعرف علي هذا الطعام، بل ارادوا النيل منها، والتي يسيل لعابهم بمجرد ذكر اسمها امامهم، ولأنني قد وعدتهم أن اشتريها لهم عندما يمن الله علي بثمنها؛ لأن قروشي القليلة التي اكسبها من عملي كعامل يومية لا تكفي لسد حاجتهم الأساسية، الخبز، الخضار.
في بعض الأحيان كنت
أعمل لساعات متأخرة من الليل، عندما يأتينا إيصال نور أو مياة أو غاز، أو عندما يحتاج أحد الأبناء مصاريف للدرس، أو أن يكون أحدهم قد تمزق حذائه ولا يجدي معه التصليح.
قابلني أولادي بضحكات سعيدة
- بابا جه، بابا جه.
نسيت اجهادي مع هذه السعادة، سعدت لسعادتهم لأنني لأول مرة سوف أحقق لهم ما تمنوا.
بدلت ثياب العمل في برهة، وخرجت بصحبتهم مسرعاً، اشتريت لهم كل ما طلبوه، وفي النهاية أخذتهم عند الجزار، وقفوا مشدوهين، مثبتين أنظارهم علي اللحوم والجزار والزحمة المفرطة علية، يمطون شفاههم بسعادة وفخر، أنهم يشترون اللحم من عند الجزار.
مر من امامهم أحد اصدقائهم نظروا إليه شزرا، ثم أكملوا المشاهدة.
اشتريت لهم اللحم الضاني من الجزار.
في الصباح أرتدى كلا منهم ثيابة الجديدة، فارحين مهللين، ودلفوا الى حجرتي يقبلون جبهتي ويدي ويدعون لي، وأنا اقبلهم واضع في ايديهم العيدية.
احسست بسعادة تغمرني وتنتشل أي أرهاق أو تعب قد ألم بي، نتيجة ساعات العمل الأضافية من أجل زيادة قروشي القليلة.
أعدت زوجتي طعام الأفطار وتحلقنا جميعاً أمام المائدة، مثبتين أنظارنا علي اللحمة التي سوف يتعرفوا عليها للمرة الأولى، و التي كانوا يتمنوا مراراً أن يتعرفوا عليها.
كان طعام الإفطار فتة باللحم، أكل كلاً منا الفتة ووزعت زوجتي علينا اللحمة، كلما تضع زوجتي قطعة أمام أحد الأبناء ينظر إليها بدهشة، يقربها من فيه ثم يعيدها أمامة.
وعندما رايتها في ايديهم وجدت زوجتي تمط شفتيها وتحدثني في همس
- لقد خدعك الجزار، قطعها لك معظمها عظام وسمينة.
فلفظها الأبناء معللين لا نريد لحمة الجزار.
دلفت دمعة حزينة من عيني ، فلمحها الأبناء، علي الفور التقط الأبناء اللحمة قضم كلا منهم قضمة مع ابتسامة مصطنعة محدثين
- لا لا يا أبي أنها جميلة
فاطمة مندي