في قريةٍ لا تحتاجُ إلى وقتٍ طويلٍ لتصلَ إلى أقصى مكانٍ فيها، عاشَ الأخُ "الشاميُّ" الذي كان يُعتبرُ المدللَ بين إخوتِه، لكنْ خلفَ هذه الصورةِ الجميلة، حملَ في قلبه جراحًا عميقةً، ظلَّ يعاني من بلطجيٍّ يُدعى "أبو داوود"، لم يُظهرْ أيَّ رحمةٍ تجاهَهُ طُوالَ عقودٍ، يُعاونُه ويساعدُه الشيطانُ الأكبرُ الذي يُزودُه بالسلاحِ الفتاكْ، الوسوسةُ والشيطنةُ، بالإضافة إلى وقوفِه إلى جواره سرًا وعلانية، بل حشدَ كلَّ القُوى لنُصرتِه، تفاقمتْ معاناةُ الشاميِّ يومًا بعد يوم، لكنه لم يجدْ من إخوته سوى المشاهدةِ، ولا أحدَ يحركُ ساكنًا مكتفيا باستقرار بيتِه وسكونِ أحوالِ أولادِه، يخشونَ سطوةَ الشيطانِ الأكبرَ وبطشَه.
يضربُ الشاميَّ بلا رحمةٍ في كلِّ حينٍ، ويهينُه أمام الجميعِ، لم يكن الأمرُ مجردَ اعتداءٍ جسديٍّ أو لفظيّ، بل تعدّى ذلك إلى الإذلالِ الروحيّ؛ ولهذا حاول هذا المسكينُ مرارًا أن يتحدثَ إلى إخوته عن معاناته، لكنهم انشغلوا بحياتهم الخاصة أو ربما تجاهلوا الأمرَ؛ يتعامَوْن عن رؤيةِ ما يدورُ من حولهم، وكأن شيئًا لم يكن.
في يومٍ غائم، حدث ما لم يكن في الحسبانْ. اقتحم أبو داوودَ منزلَ الشاميِّ واغتصبَ زوجتَه أمام عينيه على مرأَى ومسمعٍ من إخوته الذين كانوا في الجوار، تابعوا ما يحدثْ لزوجة أخيهم من خلف النوافذ المغلقة، أما الأخُ الأكبرُ فكان يتابع مع أبنائه إحدى مباراياتِ كرة القدم الحماسيةِ في التلفاز، أمرَ ابنَه أن يرفعَ صوتَ التلفازِ عاليًا، ولا أحدَ يسمعُ خارجَ بيتِه إلا صراخَ المعلقِ وهو يقول : كان فين هواك من بدري يا حبيبي، وأما الأخُ الأصغرْ فكان يتابعُ مع أبنائه إحدى الحفلاتِ الغنائيةْ، أمر ابنَه أن يرفعَ صوتَ التلفازِ إلى أقصى درجة، ولا أحدَ يسمعُ خارج بيته - هو الآخرْ - إلا صوتَ المؤدي وهو يقول : عملنا الصح مش عاجب والغلط مش سكتنا، كفاية بقى بقى بقى. نزلتْ تلكَ اللحظةْ كالصاعقة التي هزتْ كيان الشاميِّ، وشَعَر بالخزيِّ والضعفِ، بينما لم يتحركْ إخوتُه لنجدتِه أو نصرتِه أو حتى لإدانةِ ما حدثْ.
بعد تلك الحادثةِ المروعةْ، أصبحَ الشاميُّ يعيشُ في عالم من الوَحدةِ والذل. يخرج إلى الشارع وهو يحمل جراحَه في قلبه، يتطلعُ إلى العزاءِ في عيونِ الآخرين، لكنه لم يجد سوى التجاهلِ، أما إخوتُه فقد ابتعدوا عنه أكثر، وكأنهم يخافون من أن تلحق بهم لعنةُ معاناته.
ومع ذلك، لم يفقدْ الشاميُّ الأمل؛ فقرر أن يقف بمفرده في وجه الظلم؛ فبدأ بالتحدث مع الناس في قريته والقرى المجاورة عن أهمية التضامن ومواجهة البلطجة حتى بلغ صوتُه الآفاق. شيئًا فشيئًا، بدأ يكتسبُ الدعمَ من كل الجيران والأغراب الذين تأثروا بقصته.
ورُغمَ الألمِ الذي عاشَه، استطاع الشاميُّ أن يتحول من ضحيةٍ إلى بطلٍ في نظر الكثيرين؛ إذ تعلمَ أن القوة ليست فقط في الجسد، بل في الإرادة والعزيمة. ومع مرور الوقت، بدأ إخوتُه يشعرون بالندم على تجاهلهم له وقرروا الوقوفَ بجانبه؛ لعلهم ينجحون في ترميم روحِه المنهارةِ، وخصوصاً بعد ما رآه منهم.
وهكذا، أصبح رمزًا للصمود والتحدي ضد الظلمِ والتجاهل، ظلمِ العدوِّ الغريب، وخذلانِ الأخِ والجارِ والقريب، يشعر أن الأمل يمكن أن يولد من رحم المعاناة حتى في أحلك الظروف، ولا زال يتشبث بتلابيب الأمل في استعادة حقِّه ممن اغتصبَ شرفَه وسلب كرامَته، وحاول طمسَ هُويتِه.
يضربُ الشاميَّ بلا رحمةٍ في كلِّ حينٍ، ويهينُه أمام الجميعِ، لم يكن الأمرُ مجردَ اعتداءٍ جسديٍّ أو لفظيّ، بل تعدّى ذلك إلى الإذلالِ الروحيّ؛ ولهذا حاول هذا المسكينُ مرارًا أن يتحدثَ إلى إخوته عن معاناته، لكنهم انشغلوا بحياتهم الخاصة أو ربما تجاهلوا الأمرَ؛ يتعامَوْن عن رؤيةِ ما يدورُ من حولهم، وكأن شيئًا لم يكن.
في يومٍ غائم، حدث ما لم يكن في الحسبانْ. اقتحم أبو داوودَ منزلَ الشاميِّ واغتصبَ زوجتَه أمام عينيه على مرأَى ومسمعٍ من إخوته الذين كانوا في الجوار، تابعوا ما يحدثْ لزوجة أخيهم من خلف النوافذ المغلقة، أما الأخُ الأكبرُ فكان يتابع مع أبنائه إحدى مباراياتِ كرة القدم الحماسيةِ في التلفاز، أمرَ ابنَه أن يرفعَ صوتَ التلفازِ عاليًا، ولا أحدَ يسمعُ خارجَ بيتِه إلا صراخَ المعلقِ وهو يقول : كان فين هواك من بدري يا حبيبي، وأما الأخُ الأصغرْ فكان يتابعُ مع أبنائه إحدى الحفلاتِ الغنائيةْ، أمر ابنَه أن يرفعَ صوتَ التلفازِ إلى أقصى درجة، ولا أحدَ يسمعُ خارج بيته - هو الآخرْ - إلا صوتَ المؤدي وهو يقول : عملنا الصح مش عاجب والغلط مش سكتنا، كفاية بقى بقى بقى. نزلتْ تلكَ اللحظةْ كالصاعقة التي هزتْ كيان الشاميِّ، وشَعَر بالخزيِّ والضعفِ، بينما لم يتحركْ إخوتُه لنجدتِه أو نصرتِه أو حتى لإدانةِ ما حدثْ.
بعد تلك الحادثةِ المروعةْ، أصبحَ الشاميُّ يعيشُ في عالم من الوَحدةِ والذل. يخرج إلى الشارع وهو يحمل جراحَه في قلبه، يتطلعُ إلى العزاءِ في عيونِ الآخرين، لكنه لم يجد سوى التجاهلِ، أما إخوتُه فقد ابتعدوا عنه أكثر، وكأنهم يخافون من أن تلحق بهم لعنةُ معاناته.
ومع ذلك، لم يفقدْ الشاميُّ الأمل؛ فقرر أن يقف بمفرده في وجه الظلم؛ فبدأ بالتحدث مع الناس في قريته والقرى المجاورة عن أهمية التضامن ومواجهة البلطجة حتى بلغ صوتُه الآفاق. شيئًا فشيئًا، بدأ يكتسبُ الدعمَ من كل الجيران والأغراب الذين تأثروا بقصته.
ورُغمَ الألمِ الذي عاشَه، استطاع الشاميُّ أن يتحول من ضحيةٍ إلى بطلٍ في نظر الكثيرين؛ إذ تعلمَ أن القوة ليست فقط في الجسد، بل في الإرادة والعزيمة. ومع مرور الوقت، بدأ إخوتُه يشعرون بالندم على تجاهلهم له وقرروا الوقوفَ بجانبه؛ لعلهم ينجحون في ترميم روحِه المنهارةِ، وخصوصاً بعد ما رآه منهم.
وهكذا، أصبح رمزًا للصمود والتحدي ضد الظلمِ والتجاهل، ظلمِ العدوِّ الغريب، وخذلانِ الأخِ والجارِ والقريب، يشعر أن الأمل يمكن أن يولد من رحم المعاناة حتى في أحلك الظروف، ولا زال يتشبث بتلابيب الأمل في استعادة حقِّه ممن اغتصبَ شرفَه وسلب كرامَته، وحاول طمسَ هُويتِه.