باسم المرعبي - قنوط الآمِل(*)

ـ إلى عبد الرحمن طهمازي ـ


(1) أَلبِسِ الروحَ خفين وقفازين
فموسم الطبيعة الهرم
يكلّل البراري بالوخز ويحتفي بالمخالب
ثمة الأفق ظفر يُشحَذ ومدية تقوّم ثلماتها
فادخلِ الطور أعزلَ
إلّا من قلبك
ربما تستعمله سهماً
لإرداء غزالة أو فكرة
أو نجمة ساهية
(2) الليل والشبّاك
والقمر ـ التكرار
يُضيءُ وجه الروح
في قفص الصبّار
(3) والشمس نسخة فاضحة
للدوام، البيت، الصغار، المقهى، وربما الكتاب
نغدُّ أعمارنا لفخ تنكرت له البراري
ونبذته غرائزُ الطيور.
تحت مظلة باص ـ نتقي بها الانتظار ـ
تذكرنا غزالةً تعرج في السهب
وخطماً رطباً لحصان برّي
يُحمِحم قرب ساعاتنا
تذكّرنا
وكدنا نذرف القلب
غير أنّ النسيان ... لَكَزَنا
(4) خلْفَ ذاك الباب، بابٌ
ثمّ بابْ
كلّما نُنشبُ صوتاً فيهِ
يَزداد سرابْ*


* (نحنُ من سعدي إلى عبد الوهاب
نطرق البابَ فلا يأتي جواب): عبد الرحمن طهمازي، ديوان "تقريظ للطبيعة".
(*) 1987 ـ نُشرت في المجموعة الأولى ـ 1988

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى