الطريق طويل والليل طويل وظلي أطول من كليهما.. هو الذي لا يتأثر بضوء.. لا يحمل ساعةً في يده.. فيغادر حين يشاء ويلتصق بي حين أغامر بفكرةٍ جريئة ٍ يقشعر لها الورق.. فالورق جبانٌ كالبشر والقلم حادٌ كالسيف.. والكلمة التحامٌ بالروح في زمنٍ لا فرسان فيه.. المشي في دروبه (ضربٌ) من التيه.. رحلةٌ بلا وجهة في أرضٍ بلا معالم.. بلا لافتات.. بلا أسماء.. الوجوه فيها بلا ملامح.. اللغة تسقط عن ألسنة أصحابها.. والكلٌ يبدو كدميةٍ خرجت من الصندوق.. لها نفس النظرات.. تسير وهي نائمة نحو (مجهول) يختلف عن (المجهول) الذي جاءت منه و (المجهول) الذي حلمت به.. ووحده (صانع الدمى) من يعرف السر..
لا أتعس من كاتبٍ تخونه (شخوصه) ويسرقها (آخرٌ) من قبيل (الصدفة).. فيجدها في فراش غيره بعد أن كانت تعيش في وجدانه.. تستر (عورتها) بأوراقٍ نقدية.. تخلع (عقلها).. تفتعل مشاعرها.. تبيع روحها.. تتحول إلى مسخٍ يعيد حواراته بلسانٍ (مستعار).. لا يشبه ما كانت عليه ولا ما قد آلت إليه.. تشبه أكاذيب اليوم بين ماضٍ نبكي عليه وحاضرٍ نرتزق منه (بمنتهى النذالة).. فلا تهم ما هي الأداة بقدر ما تهم (النتيجة).. يشبه قلوبنا المبعثرة بين الأشرطة.. أشرطة الهدايا.. أشرطة الأدوية.. أشرطة (الكاسيت).. أشرطة السينما.. وأشرطة لاصقة نضعها على أفواهنا كي لا نبوح بالحقيقة.. كي نكتم صرختنا التي تسبق وجودنا وتمتد إلى ما بعد رحيلنا.. وكأن الحياة بأسرها صرخةٌ طويلة بين أكثر من نهاية يستعصي على أحدنا التنبؤ بها..
لم يعد للنهار من مكانٍ في قلبي.. منذ باتت الخطايا تنتظره لتكون أكثر (حرية).. منذ أصبحت الشمس مجرد (ممثلة صامتة).. مجرد واجهة.. مجرد حارسٍ للكذبة.. مجرد تفصيلٍ ثانوي في حكايةٍ (لأحدهم).. منذ خرجت عن النص وخرجت عن (الخدمة).. منذ بات الليل أقل حزناً وأكثر ستراً لإنكسارنا.. فالنقاء يضمحل.. الكلمات تتبعثر.. النفوس تتعرى.. والفنون تتهاوى فيما التصفيق يستمر.. يستمر بلا انقطاع.. ليخلق معه ضباباً يكفي لهروب (ما تبقى) من جمال.. جمالٍ يغادر نحو علامة استفهام.. نحو سؤالٍ جديد.. أو سؤالٍ معلقٍ منذ الأزل..
مثل طفلٍ يخطو نحو الغروب.. يختبأ من خوفه في أحضان الليل.. يرى في وحشته أمانه.. وفي ظلامه نوره.. يفتش فيه عن الصمت.. عن السكينة.. عن الحقيقة.. يهرب من أعين من أحبهم.. يهجر (هجرهم) له.. يطرق أبواب وطنٍ لم يولد بعد.. لم يهزم بعد.. لم يكذب بإسمه أحد.. ولم ينفى منه أحد.. يبدأ أبيضًا مثل (كانون) ويغادره أبيضاً مثل (كانون)..
#خالد_جهاد
لا أتعس من كاتبٍ تخونه (شخوصه) ويسرقها (آخرٌ) من قبيل (الصدفة).. فيجدها في فراش غيره بعد أن كانت تعيش في وجدانه.. تستر (عورتها) بأوراقٍ نقدية.. تخلع (عقلها).. تفتعل مشاعرها.. تبيع روحها.. تتحول إلى مسخٍ يعيد حواراته بلسانٍ (مستعار).. لا يشبه ما كانت عليه ولا ما قد آلت إليه.. تشبه أكاذيب اليوم بين ماضٍ نبكي عليه وحاضرٍ نرتزق منه (بمنتهى النذالة).. فلا تهم ما هي الأداة بقدر ما تهم (النتيجة).. يشبه قلوبنا المبعثرة بين الأشرطة.. أشرطة الهدايا.. أشرطة الأدوية.. أشرطة (الكاسيت).. أشرطة السينما.. وأشرطة لاصقة نضعها على أفواهنا كي لا نبوح بالحقيقة.. كي نكتم صرختنا التي تسبق وجودنا وتمتد إلى ما بعد رحيلنا.. وكأن الحياة بأسرها صرخةٌ طويلة بين أكثر من نهاية يستعصي على أحدنا التنبؤ بها..
لم يعد للنهار من مكانٍ في قلبي.. منذ باتت الخطايا تنتظره لتكون أكثر (حرية).. منذ أصبحت الشمس مجرد (ممثلة صامتة).. مجرد واجهة.. مجرد حارسٍ للكذبة.. مجرد تفصيلٍ ثانوي في حكايةٍ (لأحدهم).. منذ خرجت عن النص وخرجت عن (الخدمة).. منذ بات الليل أقل حزناً وأكثر ستراً لإنكسارنا.. فالنقاء يضمحل.. الكلمات تتبعثر.. النفوس تتعرى.. والفنون تتهاوى فيما التصفيق يستمر.. يستمر بلا انقطاع.. ليخلق معه ضباباً يكفي لهروب (ما تبقى) من جمال.. جمالٍ يغادر نحو علامة استفهام.. نحو سؤالٍ جديد.. أو سؤالٍ معلقٍ منذ الأزل..
مثل طفلٍ يخطو نحو الغروب.. يختبأ من خوفه في أحضان الليل.. يرى في وحشته أمانه.. وفي ظلامه نوره.. يفتش فيه عن الصمت.. عن السكينة.. عن الحقيقة.. يهرب من أعين من أحبهم.. يهجر (هجرهم) له.. يطرق أبواب وطنٍ لم يولد بعد.. لم يهزم بعد.. لم يكذب بإسمه أحد.. ولم ينفى منه أحد.. يبدأ أبيضًا مثل (كانون) ويغادره أبيضاً مثل (كانون)..
#خالد_جهاد