جلس ينظر إليها وفي عينيه نظرة هي تعرفها، نظرة المنتظر لأمر ما، نظرة عادية لكنها ترعبها، رغم اختيارها للتوقيت الذي لم تعرف أبدا طيلة عشرة أعوام متى يكون مناسبا كي تطلب فيه منه ما تريد، ورغم لحظات السعادة والانسجام التي حرصت أن تعيشها معه قبل أن تقدم على طلبها والذي لا تدري هل سيقبله أم سيرفضه، لكن شيئا بداخلها يخبرها أنه سيرفض، دائما يرفض كل ما تريد، كل ما تحب، دائما يرفض كل ما تنفق وقتا ثمينا من عمرها في انتظاره، أسندت ذراعيها على مسندي الكرسي الضخم الذي اعتادت أن تغوص في عمقه كأنه حضن، ثبتت عينيها على نقطة في الفراغ وراحت تلوك الكلام في فمها حتى يسهل عليه هضمه، يضايقها أن أحلامها البسيطة تكون معه من المستحيلات، انتفاضة قلبها سرت في يديها محدثة نقرات مضطربة بدأت سريعة ثم ما لبثت أن هدأت حتى توقفت... كذلك هي توقفت عن مضغ الكلام، أطبقت شفتيها... ما زال ينتظر.
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته ببطء وقالت باستسلام: طلقني.!
#أمل
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته ببطء وقالت باستسلام: طلقني.!
#أمل