أسماء شاهين - سراب...

بعد مرور سنوات من العذاب مع زوج حجري الطبع رغم أنه كان يعشقها حد الجنون، وهي لا تشعر بوجوده، كانت تراه مجرد شبح عابر، تتمنى أن تبتلعه الأرض لتستريح، ظلت تدعو عليه ليل نهار دون فائدة حتى ملت الدعاء، وحين استسلمت لبلادة وجمود السنوات ، جاءها هاتف من حبيبها الأول الذي حالت ظروف الحياة بين قلبيهما، فتزوج كل منهما ممن لا يرتضيه، لكن خبر وفاة زوجته منحها قبلة الحياة والأمل. فانتفضت ككائن خرافي تطلب الطلاق من زوجها لكي تبدأ حياتها من جديد مع من تحب. لم يمانع زوجها الشبحي أمام إلحاحها العجيب على طلب الطلاق، فانعتقت من سجن زوج لكي تستمتع بأحضان زوج آخر. عاشت كخادمة تحت قدمي حبيبها ،تعتني به و بأولاده، وقد أغرقها في طوفان مشاعر حرمت منها دهرا طويلا، واستطاعت أن تتحسس طريقها إلى أنوثتها المهجورة منذ أن لامس جسدها فراش زوجها الأول. استيقظت ذات صباح على آلام شديدة تمزق صدرها، طلبت من زوجها وهي تبكي أن يرافقها إلى أي طبيب يفحص حالتها، لكنه كان يلعب مع اولاده الصغار، فنهرها قائلا: بطلي دلع. لم تستطع تحمل الألم، فتحاملت على قدميها حتى خرجت من البيت، وأشارت إلى سائق توكتوك، كي يأخذها إلى أقرب طبيب. فاجأها الطبيب بأن صحتها في خطر شديد، ولا بد من إجراء عملية عاجلة. عادت إلى البيت وهي تنزف يأسا والما، فنهرها زوجها لتأخرها إلى هذا الوقت من الليل . كان لا يزال يمارس مزاحه ولعبه مع أطفاله الصغار، أمرها ان تجهز العشاء له ولأطفاله، دون أن يخرج من شفتيه حرف واحد للسؤال عنها وعن حالتها. قامت بتجهيز العشاء وهي تتوكأ على دموعها. في صباح اليوم التالي، قررت الذهاب إلى بيت أبيها، لكنه رفض استقبالها لأنها تزوجت المرتين دون موافقته
سقطت مغشيا عليها في الطريق حتى استيقظت في غرفة في إحدى المستشفيات الحكومية، أرسلت إلى زوجها كي تراه قبل أن تفارق الحياة. ذهب إليها مسرعا، دخل غرفة العناية غاضبا وهو يقول: أنت طالق، أنا مش ناقص قرف. طلب الأطباء تجهيز كفن لها بعد أن كانوا يجهزون لها غرفة العمليات.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى