(1-3)
للعربيّة خصائصُ تنفلتُ من العَدّ، وكلّما مرّ زَمنٌ من أزمنة البشر اكتشفوا أنّ لها خصائِصَ جديدةً لم تتبدَّ للسّابِقين. أُولى هذه الخصائص وأعظمها أنها لغة خالدة؛ فما من لغة على وجه الأرض خالدة سواها، فلو أنت ذهبت إلى الإنجليزية التي يكتبون بها اليوم ويقرؤون ويتحدثون، فستجدها غير الإنجليزيّة الّتي غَبَرَ عليها خمسة قرون أو ستّة، الإنجليزية التي قرأ بها شكسبير وتَحَدَّث وكَتَب على سبيل المثال ليستْ إنجليزيّة اليوم، وإنَّ نَصَّا كُتِبَ في زمانه في زمانه لا يمكن أن يُقرأ اليوم بالكلمات نفسِها ليُنتِجَ المعنى المُراد، ولا بُدّ أنْ يُترجِمَه العارِفون إلى الإنجليزية الحديثة، ومثل ذلك ينطبق على لغات كثيرة.
هناك لغاتٌ مثل السُّومريّة، والآراميّة، والهيروغلوفية، ... وغيرها، هذه اللّغات سادَتْ ثُمَّ بادَتْ أمَّا العربيّةُ فسادتْ ولم تَبِدْ وستبقى. والسَّببُ بكل بساطة هو نزول القرآن الكريم بها. قال الله تعالى فيه: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون"، فَحَفِظَه من أنْ يُحرَّفَ ومن أنْ يُبدَّلَ ومن أنْ يُزادَ عليه ومن أنْ يُنقَصَ مِنه؛ فهو باقٍ خالدٌ إلى آخر دَيّارٍ على وجه الأرض. ولو افترضْنا أنّ البشر سيعيشون حتى يُفنِيَ اللهُ الأرض ومن عليها عشرةَ ألافِ سنةٍ أو أكثر، فإنَّ العربية ستبقى في هذه الآلاف المُؤلَّفة من السّنين حاضرةً ببهائِها، فَتِيّةً كأنّما لم تمرّ عليها هذه القرون المُتطاوِلة، لماذا؟ لأنَّ القُرآن باقٍ، فبقيتِ اللّغةِ ببقائِه، لقد حَفِظَها من أن تندثر أو تضمحلّ أو يذهب رُواؤُها، وهذا يعني أنّ اللّغة العربيّة ستُرافق القرآنَ إلى آخرِ بشريٍ أو آخر مُتكلِّم بهما. في حين أنّكَ ستجد نُسخًا مُتعدِّدة من لغات أخرى كثيرة ستسود وستبيد، ولن يستمرّ مع هذا غير العربية، وإنّ هذه لَمُعجِزة، وإنّنا اليوم ونحنُ نُحصي ما مضى من زَمَنٍ لَشاهِدون عليها: "وكم من آيةٍ في السّماوات والأرضِ يَمُرّون عليها وهم عَنْهَا مُعْرِضُونَ".
وثاني هذه الخصائص؛ أنَّ النّصَّ الّذي كُتِبَ بها قبل ألف وخمسمئة سنة على سبيل المثال، في مطلع معلّقة امرئ القيس:
قِفا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ ومَنْزِلِ
بِسِقْطِ اللِّوَى بين الدَّخول فَحَوْمَلِ
هو نَصٌّ مفهومٌن لا يكادُ يُشكِل، فَقولُه: (قِفَا) خطابٌ لاثنَين، وهي مفهومة. وقوله: (نبكِ) مفهومةٌ كذلك، وقوله: (مِنْ) حرفُ جرّ مفهومٌ هو، ودلَّ في السّياق على السببية، أي نبكي بسبب (ذكرى)؛ وهي ذكرى الحبيب والمنزل، والحبيب والمنزل معروفتان؛ أي أنَّه تَذَكَّرَ الإنسانَ والمكان، وقوله: (بِسِقطِ اللِّوا بينَ الدَّخول وحوملِ) فهذه أسماء أمكنة، قد تبدو لنا اليوم غير معروفة، لكنّها على أيّة حالٍ أسماءُ أمكنة، وأنْ يُقالَ: (بِسِقْطِ اللِّوَا بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ) في زمانهم كأنْ يُقال في زماننا: (بجرش بين إربد وعمان). فأيّ شيءٍ بعدَئذِ فيما تقدّم لا يُفهَم ولا يُرام؟
يُتبَع...
***
(2-3)
الخصيصةُ الثّالثة أنَّ عددَ مُفرداتها لا يُمكِنُ أن يقارن بأي لغة أخرى، ففي العربية أكثر من اثنى عشر مليون مفردة، في حين أنّ الإنجليزيّة التي تليها مباشرة لا يتجاوز عدد مُفرداتِها (600) ألف مُفرَدة، مِمّا يعني أنّ العربيّة تفوقها بعشرين ضعفًا، ناهيك باللّغات الأخرى الّتي لا يتجاوز بعضُها في عدد مفرداته حاجز مئة ألف مفردة، فماذا تعني هذه السَّعَة؟
تعني أنّني حين أُعبّر عن معنى (نَظَر) على سبيل المثال فإنّني سأجد أكثر من عشرين مفردةً تُسعِفني، منها: بَصُرَ تَأَمَّلَ، تَطَلَّعَ، تَوَسَّمَ، حَدَج، حَدَّقَ، رَأَى، رَمَقَ، رَنَا، شافَ، شَهِدَ، عَايَنَ، لَحَظَ، لَمَحَ... إلخ. وقد يقول قائلٌ هذا تعقيدٌ وتكلُّف، فَلِمَ لا نستخدم كلمةً واحدةً فقط؟ والجواب: إنّ العربيّة لغةَ دلالةٍ وإبانة، وإنّ لكلّ مقامٍ مقالاً، فإذا أرادَ المتُحدِّث أنْ يقول إنّه رآه بطرفِ عينِه، فعليه أنْ يقول: حَدَجه. وإذا قصدَ أنّه رآه بسرعةٍ، فعليه أنْ يقول: لَمَح، وإذا أراد أنْ يقول إنّه رآه وأدامَ النّظر فيه، فعليه أنْ يقول حَدّق، وهكذا... ولا يخفى على أحدٍ أنّ هذا من البلاغة.
وقيل إنّ للأسد أكثرَ من ثلاثمئة اسمٍ، وإنّني وقعتُ على كتابٍ عدّدَ له قُرابةَ ألفِ اسمٍ، فإذا قلتَ: ما الفائدة من هذا العدد الضّخم من الأسماء، وكان يكفينا كما في الإنكليزيّة اسم ٌواحدٌ هو (Lion) فنكون قد بلغْنا الغاية؟ والجواب: هل يستوي الأسد الهاجم مع الرّابض مع المُتبختِر مع المُفترِس في الدّلالة؟ بالطّبع لا، وهنا تأتي عظمة العربيّة في أنْ تُعبّر الكلمةُ لا عن مدلولها فحسبُ، بل عمّا يُرافِق ذلك المدلولَ من أحوال، فالأسدُ الهاجم الّذي يريدُ أنْ يزدرد فريسته، هو (الضّرغام) كما قال المتنبّي:
وَمَنْ جَعَل الضّرغام بازًا لِصَيْدِهِ
تَصَيَّدهُ الضّرغام فيمن تَصَيّدا
والأسدُ المُتأهّب هو (السُّبَنْتي) كقول ابنِ زيدون:
يلبدُ الوَرْدُ السُّبَنْتيولَهُ بَعْدُ افتِراسُ
والأسدُ المُتبختِرُ هو (الورد) كقول المتنبّي:
وردٌ إذا ورد البحيرة شارِبًا
وَرَدَ الفُراتَ زَئِيرُهُ والنِّيلا
وعليه قِسْ، فأيّ لُغةٍ فيها هذا؟
والخصيصة الرّابعة أنّها لُغةُ الكناية والإشارة والإحالة والمجاز، وتقولُ وهي صامتة، لأنَّ ما خُطّ أو قِيْلَ بحروفها يحمل وارءَه معانيَ لم تُقَلْ، انظر لقول المتنبّي يمدح سيف الدّولة وجيشَه:
فَصَبَّحُهْمْ وَبُسْطُهُمُ حَرِيْرٌ وَمَسَّاهُمْ وَبُسْطُهُمُ تُرَابُ
فما يقوله البيتُ إنّ سيفَ الدّولة جاءهم في الصّباح، وكانوا يجلسون على الحرير والأرائك، ثُمّ تركهم في المساء وقد جلسوا على التّراب. ولكنْ ما لم يقلْه البيت، هو أنّ سيفَ الدّولة جاءهم في الصّباح مُلوكًا أعِزّاء، وتركهم في المساء عبيدًا أَذِلاّء، جاءهم مُنعَّمين مُرفَّهين، وغادرهم بائِسين مُعدَمين، وإنّ البيتَ ليقول أكثر من ذلك لو أردْتُ بسطَ القول فيه، فأيّ لغةٍ كالعربيّة تكتنزُ هذه المعاني كلّها مُستتِرةً خلفَ ظاهر، وخافيةً خلفَ بادٍ؟!
يُتبَع...
***
للعربيّة خصائصُ تنفلتُ من العَدّ، وكلّما مرّ زَمنٌ من أزمنة البشر اكتشفوا أنّ لها خصائِصَ جديدةً لم تتبدَّ للسّابِقين. أُولى هذه الخصائص وأعظمها أنها لغة خالدة؛ فما من لغة على وجه الأرض خالدة سواها، فلو أنت ذهبت إلى الإنجليزية التي يكتبون بها اليوم ويقرؤون ويتحدثون، فستجدها غير الإنجليزيّة الّتي غَبَرَ عليها خمسة قرون أو ستّة، الإنجليزية التي قرأ بها شكسبير وتَحَدَّث وكَتَب على سبيل المثال ليستْ إنجليزيّة اليوم، وإنَّ نَصَّا كُتِبَ في زمانه في زمانه لا يمكن أن يُقرأ اليوم بالكلمات نفسِها ليُنتِجَ المعنى المُراد، ولا بُدّ أنْ يُترجِمَه العارِفون إلى الإنجليزية الحديثة، ومثل ذلك ينطبق على لغات كثيرة.
هناك لغاتٌ مثل السُّومريّة، والآراميّة، والهيروغلوفية، ... وغيرها، هذه اللّغات سادَتْ ثُمَّ بادَتْ أمَّا العربيّةُ فسادتْ ولم تَبِدْ وستبقى. والسَّببُ بكل بساطة هو نزول القرآن الكريم بها. قال الله تعالى فيه: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون"، فَحَفِظَه من أنْ يُحرَّفَ ومن أنْ يُبدَّلَ ومن أنْ يُزادَ عليه ومن أنْ يُنقَصَ مِنه؛ فهو باقٍ خالدٌ إلى آخر دَيّارٍ على وجه الأرض. ولو افترضْنا أنّ البشر سيعيشون حتى يُفنِيَ اللهُ الأرض ومن عليها عشرةَ ألافِ سنةٍ أو أكثر، فإنَّ العربية ستبقى في هذه الآلاف المُؤلَّفة من السّنين حاضرةً ببهائِها، فَتِيّةً كأنّما لم تمرّ عليها هذه القرون المُتطاوِلة، لماذا؟ لأنَّ القُرآن باقٍ، فبقيتِ اللّغةِ ببقائِه، لقد حَفِظَها من أن تندثر أو تضمحلّ أو يذهب رُواؤُها، وهذا يعني أنّ اللّغة العربيّة ستُرافق القرآنَ إلى آخرِ بشريٍ أو آخر مُتكلِّم بهما. في حين أنّكَ ستجد نُسخًا مُتعدِّدة من لغات أخرى كثيرة ستسود وستبيد، ولن يستمرّ مع هذا غير العربية، وإنّ هذه لَمُعجِزة، وإنّنا اليوم ونحنُ نُحصي ما مضى من زَمَنٍ لَشاهِدون عليها: "وكم من آيةٍ في السّماوات والأرضِ يَمُرّون عليها وهم عَنْهَا مُعْرِضُونَ".
وثاني هذه الخصائص؛ أنَّ النّصَّ الّذي كُتِبَ بها قبل ألف وخمسمئة سنة على سبيل المثال، في مطلع معلّقة امرئ القيس:
قِفا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ ومَنْزِلِ
بِسِقْطِ اللِّوَى بين الدَّخول فَحَوْمَلِ
هو نَصٌّ مفهومٌن لا يكادُ يُشكِل، فَقولُه: (قِفَا) خطابٌ لاثنَين، وهي مفهومة. وقوله: (نبكِ) مفهومةٌ كذلك، وقوله: (مِنْ) حرفُ جرّ مفهومٌ هو، ودلَّ في السّياق على السببية، أي نبكي بسبب (ذكرى)؛ وهي ذكرى الحبيب والمنزل، والحبيب والمنزل معروفتان؛ أي أنَّه تَذَكَّرَ الإنسانَ والمكان، وقوله: (بِسِقطِ اللِّوا بينَ الدَّخول وحوملِ) فهذه أسماء أمكنة، قد تبدو لنا اليوم غير معروفة، لكنّها على أيّة حالٍ أسماءُ أمكنة، وأنْ يُقالَ: (بِسِقْطِ اللِّوَا بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ) في زمانهم كأنْ يُقال في زماننا: (بجرش بين إربد وعمان). فأيّ شيءٍ بعدَئذِ فيما تقدّم لا يُفهَم ولا يُرام؟
يُتبَع...
***
(2-3)
الخصيصةُ الثّالثة أنَّ عددَ مُفرداتها لا يُمكِنُ أن يقارن بأي لغة أخرى، ففي العربية أكثر من اثنى عشر مليون مفردة، في حين أنّ الإنجليزيّة التي تليها مباشرة لا يتجاوز عدد مُفرداتِها (600) ألف مُفرَدة، مِمّا يعني أنّ العربيّة تفوقها بعشرين ضعفًا، ناهيك باللّغات الأخرى الّتي لا يتجاوز بعضُها في عدد مفرداته حاجز مئة ألف مفردة، فماذا تعني هذه السَّعَة؟
تعني أنّني حين أُعبّر عن معنى (نَظَر) على سبيل المثال فإنّني سأجد أكثر من عشرين مفردةً تُسعِفني، منها: بَصُرَ تَأَمَّلَ، تَطَلَّعَ، تَوَسَّمَ، حَدَج، حَدَّقَ، رَأَى، رَمَقَ، رَنَا، شافَ، شَهِدَ، عَايَنَ، لَحَظَ، لَمَحَ... إلخ. وقد يقول قائلٌ هذا تعقيدٌ وتكلُّف، فَلِمَ لا نستخدم كلمةً واحدةً فقط؟ والجواب: إنّ العربيّة لغةَ دلالةٍ وإبانة، وإنّ لكلّ مقامٍ مقالاً، فإذا أرادَ المتُحدِّث أنْ يقول إنّه رآه بطرفِ عينِه، فعليه أنْ يقول: حَدَجه. وإذا قصدَ أنّه رآه بسرعةٍ، فعليه أنْ يقول: لَمَح، وإذا أراد أنْ يقول إنّه رآه وأدامَ النّظر فيه، فعليه أنْ يقول حَدّق، وهكذا... ولا يخفى على أحدٍ أنّ هذا من البلاغة.
وقيل إنّ للأسد أكثرَ من ثلاثمئة اسمٍ، وإنّني وقعتُ على كتابٍ عدّدَ له قُرابةَ ألفِ اسمٍ، فإذا قلتَ: ما الفائدة من هذا العدد الضّخم من الأسماء، وكان يكفينا كما في الإنكليزيّة اسم ٌواحدٌ هو (Lion) فنكون قد بلغْنا الغاية؟ والجواب: هل يستوي الأسد الهاجم مع الرّابض مع المُتبختِر مع المُفترِس في الدّلالة؟ بالطّبع لا، وهنا تأتي عظمة العربيّة في أنْ تُعبّر الكلمةُ لا عن مدلولها فحسبُ، بل عمّا يُرافِق ذلك المدلولَ من أحوال، فالأسدُ الهاجم الّذي يريدُ أنْ يزدرد فريسته، هو (الضّرغام) كما قال المتنبّي:
وَمَنْ جَعَل الضّرغام بازًا لِصَيْدِهِ
تَصَيَّدهُ الضّرغام فيمن تَصَيّدا
والأسدُ المُتأهّب هو (السُّبَنْتي) كقول ابنِ زيدون:
يلبدُ الوَرْدُ السُّبَنْتيولَهُ بَعْدُ افتِراسُ
والأسدُ المُتبختِرُ هو (الورد) كقول المتنبّي:
وردٌ إذا ورد البحيرة شارِبًا
وَرَدَ الفُراتَ زَئِيرُهُ والنِّيلا
وعليه قِسْ، فأيّ لُغةٍ فيها هذا؟
والخصيصة الرّابعة أنّها لُغةُ الكناية والإشارة والإحالة والمجاز، وتقولُ وهي صامتة، لأنَّ ما خُطّ أو قِيْلَ بحروفها يحمل وارءَه معانيَ لم تُقَلْ، انظر لقول المتنبّي يمدح سيف الدّولة وجيشَه:
فَصَبَّحُهْمْ وَبُسْطُهُمُ حَرِيْرٌ وَمَسَّاهُمْ وَبُسْطُهُمُ تُرَابُ
فما يقوله البيتُ إنّ سيفَ الدّولة جاءهم في الصّباح، وكانوا يجلسون على الحرير والأرائك، ثُمّ تركهم في المساء وقد جلسوا على التّراب. ولكنْ ما لم يقلْه البيت، هو أنّ سيفَ الدّولة جاءهم في الصّباح مُلوكًا أعِزّاء، وتركهم في المساء عبيدًا أَذِلاّء، جاءهم مُنعَّمين مُرفَّهين، وغادرهم بائِسين مُعدَمين، وإنّ البيتَ ليقول أكثر من ذلك لو أردْتُ بسطَ القول فيه، فأيّ لغةٍ كالعربيّة تكتنزُ هذه المعاني كلّها مُستتِرةً خلفَ ظاهر، وخافيةً خلفَ بادٍ؟!
يُتبَع...
***