عبدالله محمد بوخمسين - تتابعتِ الأشواقُ...

تتابعتِ الأشواقُ بالنظرات
وصارت كما الآهاتِ والعبرات

فرقَّقتِ القلب الذي هو عامرٌ
بحبٍ لهيفاءٍ تُعطِّر ذاتي

تقازمتِ الأفكارُ عند بلوغها
لأنَّ بها رمزاً بكل صلاة

بكلِّ إشاراتٍ سيزدهرُ الهوى
ويستشعر الإحساسَ بالنبرات

ويرقى رقيَّ العاشقين بصمته
ويسقي رياض الحب بالبسمات

يُكابر حيناً قبل كلِّ تفكُّر
ويرنو إلى الأشواق والسَّكرات

ويقترب المعنى إذا كان صمتها
فيُدركه من كان لي نبضاتي

يردد بالألحان وجداً ممزقاً
ويعزف لحن الحب قبل شتاتي

فجمَّع آلاتِ الغرام بمقلةٍ
ليعزف منها الدمعَ كالجمرات

رآها كديباج يميس مفاخراً
على كلِّ حسناءٍ كما الزهرات

ترقَّق منها الوشيُ حلوٌ مطرزٌ
تُراقصه في غمرة الخلوات

فأينع منها كالربيع فؤادُها
وصارت كما الأزهار في الربوات

وكانت كما ريحٍ تهبَّب نفحُها
فأينعتِ الأشجارُ في الفلوات

ظننتُ بها لكنَّ ظنيَ خانني
لأن بها سيالاً من الومضات

سرت عندها مالم أظن لأنها
تعالت على التبرير والخلجات

وحلَّقت الأرواحُ فوق سحائبٍ
وأجهشت الأحداقَ بالحسرات

تناهى لها صوتٌ من القلب كالكرى
وحلمٌ كطيفٍ عابرٍ بأنات

فأسمعها ذاك النشيجُ لأنَّها
تغطُّ بنومٍ دائمٍ وسبات

فقال لها خلِ الهوى وتخيَّلي
غراماً بشوقٍ يُلهب الدمعات

وخل الذي بيني وبينكِ علَّني
أءوب إلى رشدٍ يُنير حياتي

فقالت وحقُّ الله ذلك ممكنٌ
لأنك نبضُ القلبِ دون ثبات

سقى الله ذاك الشوقِ وقت التهابه
بسقيا حنينٍ دائمِ النفحات

و لمَّا سقى الله المحبين مزنةً
تعجلتُ أعدو نحوها كمهاة

وأرمقُ عينيها بكلِّ تلهفٍ
وأقرءُ مافيها من النظرات.....

عبدالله محمد بوخمسين
في ٢٠٢٢/٥/٢٩

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى