استيقظ قبل الفجر على المنبه في الجهاز الخلوي، تحرك من السرير. تناول الجهاز، قرأ بعض الرسائل القصيرة التي انهالت عليه في الليل، تصفح موقعه الخاص على الفيسبوك، شاهد مقاطع فيديو. سرقه الوقت، أسرع، غسل وجهه، ورتب شعره. نظر إلى صورته قي الهاتف. سمع أنفاس أمه تتردد في الحجرة المجاورة. لم يشأ أن يوقظها.
في الطريق إلى عمله، المدينة تتحرك بخجل. ارتعش جانبه الأيمن. سحب الهاتف من جيبه. أخبرته أمه أن يأتي بصندوق من زجاجات الماء عند رجوعه. صحا على زعيق سيارة. سمع السائق:
- " انتبه يا حمار!"
اجتاز الشارع وهو يضحك.
وصل إلى مطعم "الوجبات السريعة". استبدل ملابسه بملابس العمل.
كان زملاؤه في المطبخ. جلس إلى طاولة الكاشير. وقف أمامه حسام:
-" سميح، اليوم الراتب"
هز رأسه.
مضى حسام يرتب المقاعد والطاولات في الساحة الأمامية. انتهى بسرعة وعاد إلى وقفته:
-" المعجبة بك مرت في الفترة المسائية تسأل عنك"
لم يتكلم، وراح يزيل الغبار عن آلته. لا يذكر أن فتاة اهتمت به، أو أنه انتبه إلى فتاة، ولا فكر في صفقة مع فتاة.
واصل حسام:
-" في الغد حفلة زواج زميلنا مطلوب. هل .."
قطع كلامه رنين الهاتف. أشار سميح بيده، وهو يضع الهاتف على أذنه. كانت أمه. طلبت ألا يأتي بالماء. أوصت كل شيء من خلال الإنترنت.
في البيت، تحسس راتبه. ماذا يتبقى؟ الماء والكهرباء والإنترنت وقسط الثلاجة، وحفلة زواج مطلوب.
رن الجرس الخارجي بإلحاح. أسرع لفتح الباب. واجهه رجل بملابس رثة.
-" لم تعرفني؟ أنا المدعو حوقل الملقب بشحاذ الحي"
أغلق الباب في وجهه.
رن هاتف أمه. همست وهي تتناول الهاتف:
- " حوقل"
جاء صوت حوقل واضحًا:
-" اتصلت بك عدة مرات لأعلمك بأن ترسلي المبلغ، الذي تدفعينه لي نهاية الشهر إلى حسابي في البنك. لم تردي. ولدك سامحه الله سد الباب في وجهي."
أغلقت الهاتف:
ثم انسلت إلى حجرتها؛ كي تكمل مشاهدة المسلسل القديم، الذي تتابعه على اليوتيوب.
أخبره بعض زملائه بأنهم سيشاركون مطلوب يوم الجمعة فرحته بالزواج بشراء هدية ثمينة، وطلبوا منه تولي الأمر.
قدم لهم من المال أكثر مما قرروا جمعه من كل واحد منهم، واعتذر عن أداء المهمة لأمر خاص.
رجع إلى البيت مبكرًا، ليرافق أمه إلى إخصائية التغذية. وجدها تشاهد فيلمًا على هاتفها وأمامها صحن واسع من الفشار. سألها عن إخصائية التغذية التي ستراجعها كما أعلمته. أجابت بأنها لا تقدر على ترك الفيلم.
هم بالعودة إلى العمل. ألحت على أن يشاركها مشاهدة الفيلم، وأكل الفشار.
دخل صالة الأفراح. كثير من النساء والرجال والأطفال يغنون على أنغام الموسيقى الصاخبة، وزميله مطلوب بجوار عروسه غريقان في المشهد.
سمع أم العروس تقول إنها متشوقة إلى رؤية مفاجئة العرس التي وعد بها مسؤول الصالة.
أشار مطلوب إلى سميح بالاقتراب منه. سلمه رأسه. همس في أذنه بأن الصالة طالبته بمبلغ إضافي.
علا صوت مسؤول الصالة:
-" الآن مفاجأة الفرح"
جالت الأنظار في الصالة. دخل من باب جانبي رجل آلي يتراقص على صوت الموسيقى، دهش الجميع ثم اندمجوا في فرح هستيري.
في اليوم التالي، وهو عائد من عمله دخل محلًا لبيع أجهزة ومعدات إلكترونية؛ ليسأل عن شاحن لهاتفه. رأى فتاة تتحدث إلى صاحب المحل. لم يقدر أن يتذكر أين رآها. تناول الشاحن وخرج.
أحس بأن الفتاة خلفه. تمهل. سمعها:
-" هلكتُ وأنا أجرى خلفك!".
توقف. ابتسم وهو ينظر إليها، ثم طأطأ رأسه. قالت:
-" أنا شذى تحدثت معك في مطعم الوجبات السريعة"
هز رأسه.
-"لماذا لا ترد علي؟ أنت لست أخرس"
رن هاتفها. نظرت في شاشته، ثم ابتعدت قليلًا تتكلم وتضحك.
لوح بيده، وواصل مسيره.
فتحت أمه الباب. أخبرته بأنها استدعت فتاة كي تساعدها على أعمال البيت؛ فلم تعد قادرة على شيء غير الاستماع إلى قنوات الانترنت.
دخل غرفته. جاءت الفتاة. قالت إن سيدتها تسأل عن الطعام الذي ستوصي به للعشاء. أجاب بأنه لن يتعشى فهو متعب وسينام مبكرًا.
في المطعم وجد مطلوب بملابس العمل. نظر إليه بعجب. أجابه:
-" طلقتها!"
ردد الزملاء في داخل المطعم:
-" عاش ليلة العمر"
صاح مطلوب:
-" جنة في الجحيم"
بعد انتهاء العمل، لم يرغب في العودة إلى البيت. جلس في حديقة قريبة. العصافير تغرد بحماسة. جماعة من الأطفال يلعبون الكرة من حوله. وكانت تصل إلى أذنيه من بعيد أغنية تدعو إلى العودة إلى الطبيعة.
ضاق بالمكان. سحب هاتفه وطفق يتنقل بين حدائق باريس وطوكيو وإستنبول، ويبتسم ويدندن.
في البيت وجد أمه في حجرتها. انزوى في الصالة يبحث في هاتفه عن موقع أفلام على الإنترنت. أخيرًا وجد فيلمًا عن نهاية العالم. ربط الهاتف بالتليفزيون وغرق في المشاهدة.
اعترض مشاهدته إشعار على طرف الشاشة بقدوم رسالة إليه. فتح الموقع. قرأ:
-" أحبك يا سيدي! لا أرغب إلا في قبولي صديقًا لك على مواقع التواصل الاجتماعي. شذى"
أوقف الفيلم وأرسل صورة لرجل يبتسم.
كتبت:
-" هل أنت روبوت؟
في الطريق إلى عمله، المدينة تتحرك بخجل. ارتعش جانبه الأيمن. سحب الهاتف من جيبه. أخبرته أمه أن يأتي بصندوق من زجاجات الماء عند رجوعه. صحا على زعيق سيارة. سمع السائق:
- " انتبه يا حمار!"
اجتاز الشارع وهو يضحك.
2
وصل إلى مطعم "الوجبات السريعة". استبدل ملابسه بملابس العمل.
كان زملاؤه في المطبخ. جلس إلى طاولة الكاشير. وقف أمامه حسام:
-" سميح، اليوم الراتب"
هز رأسه.
مضى حسام يرتب المقاعد والطاولات في الساحة الأمامية. انتهى بسرعة وعاد إلى وقفته:
-" المعجبة بك مرت في الفترة المسائية تسأل عنك"
لم يتكلم، وراح يزيل الغبار عن آلته. لا يذكر أن فتاة اهتمت به، أو أنه انتبه إلى فتاة، ولا فكر في صفقة مع فتاة.
واصل حسام:
-" في الغد حفلة زواج زميلنا مطلوب. هل .."
قطع كلامه رنين الهاتف. أشار سميح بيده، وهو يضع الهاتف على أذنه. كانت أمه. طلبت ألا يأتي بالماء. أوصت كل شيء من خلال الإنترنت.
3
في البيت، تحسس راتبه. ماذا يتبقى؟ الماء والكهرباء والإنترنت وقسط الثلاجة، وحفلة زواج مطلوب.
رن الجرس الخارجي بإلحاح. أسرع لفتح الباب. واجهه رجل بملابس رثة.
-" لم تعرفني؟ أنا المدعو حوقل الملقب بشحاذ الحي"
أغلق الباب في وجهه.
رن هاتف أمه. همست وهي تتناول الهاتف:
- " حوقل"
جاء صوت حوقل واضحًا:
-" اتصلت بك عدة مرات لأعلمك بأن ترسلي المبلغ، الذي تدفعينه لي نهاية الشهر إلى حسابي في البنك. لم تردي. ولدك سامحه الله سد الباب في وجهي."
أغلقت الهاتف:
ثم انسلت إلى حجرتها؛ كي تكمل مشاهدة المسلسل القديم، الذي تتابعه على اليوتيوب.
4
أخبره بعض زملائه بأنهم سيشاركون مطلوب يوم الجمعة فرحته بالزواج بشراء هدية ثمينة، وطلبوا منه تولي الأمر.
قدم لهم من المال أكثر مما قرروا جمعه من كل واحد منهم، واعتذر عن أداء المهمة لأمر خاص.
5
رجع إلى البيت مبكرًا، ليرافق أمه إلى إخصائية التغذية. وجدها تشاهد فيلمًا على هاتفها وأمامها صحن واسع من الفشار. سألها عن إخصائية التغذية التي ستراجعها كما أعلمته. أجابت بأنها لا تقدر على ترك الفيلم.
هم بالعودة إلى العمل. ألحت على أن يشاركها مشاهدة الفيلم، وأكل الفشار.
6
دخل صالة الأفراح. كثير من النساء والرجال والأطفال يغنون على أنغام الموسيقى الصاخبة، وزميله مطلوب بجوار عروسه غريقان في المشهد.
سمع أم العروس تقول إنها متشوقة إلى رؤية مفاجئة العرس التي وعد بها مسؤول الصالة.
أشار مطلوب إلى سميح بالاقتراب منه. سلمه رأسه. همس في أذنه بأن الصالة طالبته بمبلغ إضافي.
علا صوت مسؤول الصالة:
-" الآن مفاجأة الفرح"
جالت الأنظار في الصالة. دخل من باب جانبي رجل آلي يتراقص على صوت الموسيقى، دهش الجميع ثم اندمجوا في فرح هستيري.
7
في اليوم التالي، وهو عائد من عمله دخل محلًا لبيع أجهزة ومعدات إلكترونية؛ ليسأل عن شاحن لهاتفه. رأى فتاة تتحدث إلى صاحب المحل. لم يقدر أن يتذكر أين رآها. تناول الشاحن وخرج.
أحس بأن الفتاة خلفه. تمهل. سمعها:
-" هلكتُ وأنا أجرى خلفك!".
توقف. ابتسم وهو ينظر إليها، ثم طأطأ رأسه. قالت:
-" أنا شذى تحدثت معك في مطعم الوجبات السريعة"
هز رأسه.
-"لماذا لا ترد علي؟ أنت لست أخرس"
رن هاتفها. نظرت في شاشته، ثم ابتعدت قليلًا تتكلم وتضحك.
لوح بيده، وواصل مسيره.
8
فتحت أمه الباب. أخبرته بأنها استدعت فتاة كي تساعدها على أعمال البيت؛ فلم تعد قادرة على شيء غير الاستماع إلى قنوات الانترنت.
دخل غرفته. جاءت الفتاة. قالت إن سيدتها تسأل عن الطعام الذي ستوصي به للعشاء. أجاب بأنه لن يتعشى فهو متعب وسينام مبكرًا.
9
في المطعم وجد مطلوب بملابس العمل. نظر إليه بعجب. أجابه:
-" طلقتها!"
ردد الزملاء في داخل المطعم:
-" عاش ليلة العمر"
صاح مطلوب:
-" جنة في الجحيم"
10
بعد انتهاء العمل، لم يرغب في العودة إلى البيت. جلس في حديقة قريبة. العصافير تغرد بحماسة. جماعة من الأطفال يلعبون الكرة من حوله. وكانت تصل إلى أذنيه من بعيد أغنية تدعو إلى العودة إلى الطبيعة.
ضاق بالمكان. سحب هاتفه وطفق يتنقل بين حدائق باريس وطوكيو وإستنبول، ويبتسم ويدندن.
11
في البيت وجد أمه في حجرتها. انزوى في الصالة يبحث في هاتفه عن موقع أفلام على الإنترنت. أخيرًا وجد فيلمًا عن نهاية العالم. ربط الهاتف بالتليفزيون وغرق في المشاهدة.
اعترض مشاهدته إشعار على طرف الشاشة بقدوم رسالة إليه. فتح الموقع. قرأ:
-" أحبك يا سيدي! لا أرغب إلا في قبولي صديقًا لك على مواقع التواصل الاجتماعي. شذى"
أوقف الفيلم وأرسل صورة لرجل يبتسم.
كتبت:
-" هل أنت روبوت؟