فايز أبوجيش‎ - ياصاحبي...

إلى الغائب المغيب الذي لا أعلم إن كان حياً أو ميتاً صديقي الذي قاسمني رغيف الشعر ذات شغف
أبا ملهم نضال قطليش


فلتسقنيها خمورَ الوصلِ صافيةً
كي أنتشي علَّني ألقاكَ سكرانا
ياصاحبي لم تزلْ في النفسِ عابقةٌ
ذكراكَ تُضفي على الوجدانِ وجدانا
مُذْ غبتَ عنَّا وهذا القلبُ مبتئسٌ
والدمعُ يُندي جفونَ العينِ هملانا
والنفسُ ثكلى كأنَّ البينَ يسكنها
لاخافقاً في ذواتِ الحُسْنِ هيمانا
ياصاحبي والهضابُ الخضرُ تذكرنا
والهادلاتُ على الأغصانِ ألحانا
والنهر يضحكُ مسروراً لصُحْبَتنا
والزهرُ يعبقُ بالأنسامِ نشوانا
يوم التقتْ بفَراشِ الحقلِ زنبقةٌ
وطأطأتْ رأسها خجلى لمرأنا
تقولُ همساً تُرى هل كانَ قبَّلها
أو علَّهُ من رضابِ الزهر ثملانا
تُراكَ تذكرُ والأمطارُ تغسلنا
ونحنُ نغزلُ للأشعارِ فستانا
والطيرُ تجفلُ خوفاً لو نمازحها
تشكو الى الغيمِ أصحاباً فينهانا
أتذكرُ الدربَ كم يهفو لخطوتنا
حتى كأنَّ تُرابَ الدربِ يهوانا
يومَ التقينا وكانَ الله أوّلنا
تفتي كأنّكَ في الاسلامِ مولانا
ترتِّلُ الآيَ والأشعارَ تنشدها
حتى خشعتُ كما النُسَّاك إيمانا
حيناً أراكَ كما شيخٍ بجبَّتهِ
ملاكُ طُهرٍ وعبدُ الحسنِ أحيانا
ماعدتُ أدري أفيكَ الضدُّ قدْ جُمِعَتْ
في الصبحِ زهدٌ وتقضي الليلَ ولهانا
تصومُ فجراً عن الدنيا وبهجتها
وتُفطرُ العصرَ أحلاماً وأحزانا
ياصاحبي والذي نفسي بقبضتهِ
لنْ تبرحَ القلبَ أشواقٌ لذكرانا
لنْ تبرحَ القلبَ أيامٌ تذكُّرُها
يثيرُ في النفسِ آمالاً وأشجانا
بلغ سلامي اذا ما الروح ادركها
ملاكُ ربي وشاء الله لقيانا
الى التي مَلَكَتْ روحي محبتها
الى الشآمِ ونبضِ القلبِ حورانا
الى الدروب التي كنَّا نمازحها
الى الطيورِ زُرافاتٍ ووحدانا
واستسمح النهر عني لو تشاهدهُ
وقدِّمِ الشعر للأزهار قربانا
ولو مررتَ بقبرِي إنْ مررتَ بهِ
فاتلو على اللحد أشعاراً وقرأنا
فالنفسُ تحيا بذكر الله ان رحلتْ
فاقرأ لتُأنسَ في الالحادِ موتانا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى