احمد جبار غرب - امتلاك /قصة/سرد

كثيرا مايزعجني تطاير الحشرات وخصوصا الذباب من إمامي وحول وجهي اشعر إزائه بالامتعاض والضجر إذا دائما ما أقول في نفسي ماذا يريده مني هذا الكائن رغم إن ملامحي ليست سكرية ههههه.. وهو يتحرك دائما في أوقات نجعي الصباحية المعتادة فيشعرني بالهشاشة والاضمحلال لكني لا البث في الهروب منها بارتشاف وعاء من الماء البارد الذي يملا الحباب ومات بقى أمرره رشقا على وجهي لأشعر بعدها بنوبة من النشاط تدب في أوصالي ربما رتابة حياتي البسيطة وبدائيتها تجعلني متقوقعا في أفكاري ومشهدي اليومي المعتاد إذا لا أبارح القرية إلى المدينة إلا نادرا ولقضاء احتياجاتي الشخصية فقط ودائما ما أقول إن حياتي هنا بعفويتها وسلاستها هي أجمل من صخب المدينة وتعقيداتها التي تشل التفكير لوعورة مسالكها ودهاء أبنائها فانا عندما اذهب إلى المدينة انشغل بكثرة زخارفها وضجيجها الذي يصم الأذان وقطعا أحس بالاختناق لكثرة آلاتها التي تسير في شوارعها وأزقتها..كان ذهابي إلى النهر في كل صباح هو باكورة ما أقوم به يوميا هو طقس اعتدت عليه ربما هو نوع من الهروب اختلقه إنا لكي ابتعد عن الملل والروتين. في الطريق إلى النهر اعتدت رغاء الثيران والجاموس التي تحتل مسطحات من الماء الراكد حيث بيئتها وحيويتها وانأ أسير في طريقي الترابي نحو النهر تتطاير أسراب الجراد متقافزة إمامي هاربة إلى مكان أخر ربما جلجلة إقدامي تثير فيها الرعب وفي السماء اسمع صفيرالزاغ يخيم على اجواء القرية بينما اسمع من بعيد عواء الكلاب في كل ناحية من القرية ربما تقوم بدور الحارس الأمين للقرية النائمة على حضن النهر من الغرباء والأشرار وهم موجودين في كل زمان ومكان وعندما أصل إلى النهر وارى تدفقه وصوت الماء المتلاطم في أعماقه وجنباته اشعر بالاغتباط والسحر الداخلي أحس انه يناديني ويطلبني إليه وهو سعيد بوجودي معه هكذا أتخيله وإمام هذا المد الروحي في اختزال اللحظات يتسرب إلى نفسي الحنين والشوق إلى الغناء فانغمس في ترتيل الكلمات والإلحان في شهقات متلاحقة تنبلج من ثنايا الروح وتتملكني السكينة فتفيض روحي هوى ومودة لكل الأشياء التي تحيط بي ومع احتواء الفضاء الممتد إمامي وسكونه الخلاب ترتفع أصوات الطيور المغردة وحفيف الأحراش التي تدفعها الرياح ..يشعرني ذلك بامتلاك النهر لأحاسيسي ...أسير بخطوات متئدة انزل للأسفل قليلا واقترب من جرفه وانهل من ثغره بكفي لأرتوي ربما إنا اشتقت إليه لأقبله واضع راسي في قاعه للحظات وانتفض منتعشا شاردا بأحاسيسي إلى السماء ..كنت اتسائل مع نفسي وانأ في خضم هذا الولع ياترى لو كنت مع مجموعة من الإفراد هل أكون هكذا ؟يتملكني عشق سرمدي لهذا الكائن وأدندن ربما سيفسدون علي خلوتي ويسرقون متعتي الأزلية ورغم ذلك تعودت على إقامة طقوسي الاحتفالية لوحدي في جانب النهر كل صباح حيث يتجدد لقائنا ونسعد بحوارنا وعندما أهم بالعودة إلى كوخي في القرية أودعه وأحييه وأقص عليه ترنيمة الوداع وارجع وصورة النهر عالقة في مخيلتي واسترجع لحظات هي كالحلم الذي يقضه خرير المياه المتهادي في أفق القري

احمد جبار غرب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى